مرثية في أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وزفها عروساً لوالدي رحمه الله بالفردوس .
أرى كلَّ شيءٍ في الحياةِ تشعّثا
ووجهَ ضيائي بالسّوادِ تلوّثا
********
يسابقُ طرفي للجهاتِ كأنه
يحلُّ سويداءَ الفؤادِ ليمكثا
********
يُرى رأيَ عيني بالجهاتِ وماثلاً
يمدُّ الأيادي نحوَ صفوي ليعبثا
********
يشيرُ بكفٍّ للفراقِ مودعاً
به رعشةٌ من عاملِ الدّهرِ أحدثا
********
تجاذبني حلوَ الحديثِ ببسمةٍ
يصدعُ جمداناً بهَمّي إذا جثا
********
ألا إنما الصبرُ الجميلُ فضيلةٌ
إذا دمْدمَ الخطبُ المهول وأحْدثا
********
بصدمتِه الأولى الأشدِّ تباركت
عُرى الصبرِ موروثاً سما ومورّثا
********
أرى الصبحَ ياأمّاهُ كالليل مظلماً
دميمَ الرؤى يوم ارتحلت وأشعثا
********
أراكِ لدى عفوِ الكريمِ كريمةً
تلبّين قبراً للمصيرِ تأثّثا
********
تشبّثتُ ياأماهُ فيكِ ، وقد غدت
قوايَ ، فما أقوى هناكَ تشبّثا
********
نزلت بدارِ الحقِّ في خيرِ منزلٍ
وخصَّكِ ربُّ العرشِ قصراً مؤثَّثا
********
تُزفّينَ حسناءً عروساً لوالدي
أيا خيرَ من أبلى وصانَ وورّثا
********
أنِمْها عروساً يا إلهي بقبرِها
أجبْ دعوةَ الدّاعي المحبِّ لمن رثى
********
أرى كلَّ شيءٍ في الحياةِ تشعّثا
ووجهَ ضيائي بالسّوادِ تلوّثا
********
ماجد الصبحي “أبو عبدالملك”