كلام فاضي !!
هذا مايقوله البعض.. فهل أنت من هذا البعض ؟
أنا شخصيا لست منهم أبدا.. أنا عكس ذلك تماما.. حيث قمت بالدخول إلى الموقع الخاص بالانتخابات وجددت التسجيل وشعرت بالسعادة والفرح لأنني أفكر بهذه الطريقة الايجابية..
قد تختلف معي !! لا بأس.. قد تقول هذه انتخابات غير مؤثرة ولا قيمة لها.. قد تقول هذه انتخابات تروج لها الحكومة وتقوم بدعاية كبيرة لها لتقول للعالم إنها تتيح المشاركة الشعبية ولديها انتخابات وماشابه ذلك.. قد تقول هذه انتخابات تم تجربتها قبل ذلك مرتين وفشلت ولم يكن لها أي فائدة تذكر.. قد تقول هذه انتخابات شكلية ووهمية وغير عملية ولا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الاصلاح شيئا.. قد تقاطع الانتخابات وتدعو إلى مقاطعتها.. قد وقد وقد..
من حقك أن تقول ذلك.. من حقك أن تعبر عن رأيك.. من حقك أن تعترض.. من حقك أن تقاطع.. من حقك أن تمارس هذا النوع من الانتخاب أو أن ترفضه..
لن أخوّنك ولن أتهمك ولن أعتبرك متشائما ولا يائسا ولا متطرفا ولا كارها لوطنك ولا صاحب فتنة..
لقد تجاوز الزمن هذا الأسلوب الرخيص في الحكم على من يختلفون في الرأي.. بل لقد منع الشرع المطهر من هذا التعدي وهذه الأحكام الجائرة وهذا الاسفاف في الخصومة.. بل إن هذا الأسلوب ليس من الوطنية في شيء ويدعو إلى العداء والفرقة والتخاصم..
أنا وأنت يا أخي أبناء وطن واحد وكلانا قلبه على الوطن.. كلانا يريد أن يراه شامة بين الأوطان.. كلانا يريد الاصلاح.. كلانا ينشد التغيير.. كلانا يتمنى أن تكون المملكة العربية السعودية حاضرة العالم وعنوان التمدن.. وكما آمنتُ بحقك في أن تختلف معي.. أرجو أن تؤمن بحقي في أن أختلف معك..
من حقي أن أرى غير ماترى.. من حقي أن أشارك في هذه الانتخابات.. من حقي أن أدعو الناس للمشاركة.. من حقي أن أعتبرها خطوة رائعة ضمن خطوات أخرى تأخذنا قليلا قليلا إلى مشاركة أوسع وفعالية أكبر في بناء وطن شامخ وعزيز وقوي ومتحضر..
سأشارك في هذه الانتخابات باذن الله.. سأكون مساهما في هذا النوع من التغيير والبناء.. سأدعو كل مواطن يحب بلده للمشاركة.. للتسجيل.. سأنظر لهذه الانتخابات بإيجابية عالية..
هناك فرق كبير بين هذه الدورة وسابقتيها.. هناك عدد أكبر من المرشحين.. هناك عدد أكبر من المنتخبين.. هناك صلاحيات أكبر.. هناك شروط أفضل في المترشحين.. هناك ظروف وأجواء أحسن من قبل.. هناك رقابة مجتمعية كبيرة.. هناك أدوات تواصل اجتماعي ترصد وتتابع وتنشر وتتحدث بحرية ووطنية صادقة.. هناك وعي ونضج ومشاركة مجتمعية ونقد وعتب بنّاء يحقق مصلحة كبيرة ومفيدة..
هناك تجربتان سابقتان ناجحتان إلى حد ما.. انتخبنا فيها شخصيات وتم تعيين شخصيات أخرى.. قام الكثير منهم بدورهم على قدر استطاعتهم وبذلوا جهدا ملموسا وحققوا إنجازات عدة تُسجل لهم ولا تُنكر أبدا..
هذه الدورة في رأيي ليس أمامنا إلا أن نشارك فيها وأن نخرج أنفسنا من أجواء اليأس والتشاؤم والاحباط.. دعونا نشارك ونتفاعل ونتفاءل.. دعونا نساهم ونتعود على هذه الأجواء الجميلة.. قد تكون بسيطة ومحدودة ولكن هي خطوة مع خطوات أخرى وتتلوها خطوات أكبر باذن الله.. لدينا اليوم انتخابات في الغرف التجارية والنوادي الأدبية واتحادات الكرة والمجالس البلدية وكلها تتيح الفرصة لنا لنعبر عن مشاركتنا في التغيير باختيار من يمثلنا.. لا بديل لنا عن المشاركة والتسجيل ودعوة الآخرين للتفاعل البنّاء والاستعداد ليوم الانتخابات..
[وتعاونوا على البر والتقوى] ..
د. إبراهيم الحارثي
مقالات سابقة للكاتب