خوف وتردد بعد عقد القران

♦ الملخص:

فتاة تقدَّم إليها شاب وتَمَّ العقد، لكنه تردَّد بعد ذلك، وأراد فسخ العقد، وتسأل عن حلٍّ.

♦ التفاصيل:

السلام عليکم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة كنتُ على علاقة مع شخص مدة سنتين في الجامعة، وتحوَّلت علاقتنا إلى علاقة عاطفية، وقد علم أهلي بتواصلي مع هذا الشخص، وبسبب كون أهلي يرفضون العلاقات العاطفية، دخلت في مشكلة معهم، ومنعوا ذهابي إلى الجامعة، ولكني بقِيتُ أتواصل مع هذا الشخص.

ثم تقدَّم إلي والحمد لله وافَق أهلي، وأرادوا اشتراط بعض الشروط، لكني حاولت معهم، ولم تكن هناك عوائق، وعقدنا العقد، وبدأنا التجهيز للزواج، بعد أسبوع من العقد تغيَّر وبعد أيام صارَحني بأنه يشعُر بالخوف، فسألته، فقال: من المسؤوليات، لم نتوقَّف كثيرًا عند هذه النقطة، بعدها عاد وقال لي أنه يشعر أنه لا ينفعني، وأن هناك تغيرًا في مشاعره، وأنه لا يفكِّر في نفسه، إنما يفكر فيَّ، يقول لي: اصبري، لا أعلم ماذا أفعل؟ هل من المعقول بعد كل هذا الحب أن يتغيَّر؟ هل كان يفكِّر في هذا الأمر طول تلك المدة؟ تكلَّمنا في كل شيء قبل الخطوبة، وتكلمنا عن استعداده، فقال إنه مستعد، ولا يشعر بالتردُّد، وقال إنه سأل أصدقاءه، وإن هناك بعض الأشخاص يشعرون بالتردد بعد العقد، ماذا أفعل؟ هل أصبر إلى أن يتأكد من مشاعره التي هي أساس علاقتنا وأساس حياتنا؟ علمت أخته بالأمر، وقالت إنه مُصر على فسخ الخِطبة، ويحتاج إلى يومين من التفكير، وأننا نختلف في الطبائع، وأني آخذ الأمور بجديَّة، ولم يشعر بكل هذا إلا بعد العقد.

الموضوع اتسع، فبعد أن كان بيننا، أصبحت أُخته تعرِف كل شيء، وأنا متأكدة أنه سيَعلم به بقية أسرته، أصبحتُ في حالة سيئة جدًّا، لا أرغب في تركه، لكنه إذا صارحني بعد هذين اليومين بأنه لا يريدني، فلا خيار لدي، تقول أخته: ربما يخفي شيئًا لا نعلمه، أو ربما حسد أو سحر، ولدي شك أنه حسد فعلًا؛ لأننا بعد إعلان الموضوع حدث لنا ما حدث، ساعدوني فأنا أشعُر بالضياع.

الجواب :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين:

ملخص الرسالة:

تقول السائلة بأنها تعرَّفت على شاب منذ سنتين، وتكونت بينهم صداقة، وتحولت إلى عاطفة، ثم تقدَّم لخطبتها وعقد عليها العقد الشرعي، بعد ذلك حصل تردد من الزوج في عدم تحمله المسؤولية، وأنه يفكِّر في فسخ العقد، بحجة اختلاف الطباع بينكم، وأنك تأخذين الأمور بجدية، وأصبحت أنتِ في حيرة من أمرك رغم أنكِ أحببته، وتعلَّق قلبك به، وفي استغراب من هذا الموقف منه، رغم أنكم تفاهَمتم على أشياء كثيرة، فهل هذا حسد أو عين؟

وتسألين: ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف إذا طلب فسخ العقد؟ فلنناقش المشكلة بهدوء وتعقُّل بعيدًا عن العاطفة.

أختي الكريمة، بدايةً وقعت في خطأ وذنب في بناء علاقة مع رجل غريب لا يَحل لك على مدار سنتين، فاستغفري الله وتوبي إليه، وأكثري من الصدقات والندم، وعدم العودة إلى مثل هذه العلاقات بغير عقد شرعي، والحمد لله الآن تَم العقد الشرعي، وأصبحت العلاقة شرعية.

ثم لتعلمي أن الزواج والارتباط الأسري مقدَّر من الله تعالى، فإذا كان لك خيرٌ فيه، فسيُتمه الله، ويجعل له مخرجًا وفرجًا، وإن لم يقدِّر الله فسيصرفه عنك بما شاء؛ لذا عليك بكثرة الاستغفار والاستخارة في موضوع إتمام هذا الزواج، وكوني صادقة متضرعة لله تعالى في دعاء الاستخارة، وثقي بأن الله يشرح صدرَك لما فيه خيرٌ لك، سواء بالراحة أو بعدمها، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

وعليك أن تصارحي زوجك فيما هو خائف منه، وأن تكون الشفافية واضحة، ما الأمور التي جعلته يغيِّر رأيه وعزمه؟

♦ ثم قد يكون هذا الصرف خيرًا لك، فأنت في بداية المرحلة، ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

♦ لا تندمي على شيءٍ لم يكتُبه الله لك، فالفرصة أمامك متاحة، فقط حافظي على دينك وعقيدتك وحجابك، وأكثري من ذكره، ولازمي الاستغفار، سيجعل الله لك فرجًا ومخرجًا.

♦ لا يمنع من طلب الرقية الشرعية من مشايخ موثوق بهم في هذا المجال مِن قِبلك أو مِن قِبَل زوجك، ولعلهم يفيدونكم إذا كان هناك سحر أو عين، وتستمرون في العلاج بالرقية الشرعية.

♦ إذا أردت التخلص من التعلق بهذا الرجل في حال أنه فسخ العقد، فاعلمي أن هذا قدر الله أولًا، وأنه خيرٌ لك من قبل الارتباط الأسري بالدخول والأولاد، وثقي أيضًا أن هناك من الشباب والرجال مَن هم أفضل وأحسن دينًا وخلقًا، فلا داعي للندم والهم والحزن، واقطعي كل وسائل الاتصال به، وتذكَّري الأساليب السلبية التي صدرت منه، لتصرفي قلبك عن التعلق به.

♦ وإن عاد الرجل من هذه الأوهام والتردد والخوف، وهذا ما نتمناه، فقوِّي صلتك بالله تعالى، وعليكما بالمفاهمة الصريحة في التحمُّل بينكما مما يصدر من سلوك عفوي غير مقصود، وأيضًا التغافل عن بعض الزلات لدوام الحياة الزوجية.

وفَّقكم الله وأدام عليكم نعمته، وكتب لكم الخير والسعادة، وكفاكم شر الأشرار وكيد الحسَّاد.

المستشار الأسري

د. صلاح محمد الشيخ
دكتوراة من الجامعة الاسلامية كلية الدعوة وأصول الدين – قسم التربية 
ماجستير  من جامعة أم القرى – كلية التربية – قسم التربية 
دبلوم المستشار الأسري 
دورة مهارات تقديم الاستشارات الأسرية عبر الهاتف
خبرة في مجال التربية والتعليم تزيد عن ٢٦ سنةً
 
لاستقبال استشاراتكم الأسرية الرجاء الإطلاع على الرابط التالي : https://ghrannews.com////////////?p=169502

تعليق واحد على “خوف وتردد بعد عقد القران

سعدى ضحا

العلاقه ألي أولها لله آخرها الحمدلله
والعلاقه ألي أولها لاحول ولاقوة إلا بالله آخرها إنا لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *