أحدِّثُكم عن مفرداتها، عن حروفها، عن نحوها، عن صرفها، عن بلاغتها، عن أدبها، عن فقهها، عن دلالاتها، عن نقدها، عن أحكامها، عن روعتها، عن رونقها، عن ماذا، وماذا….
عن أَيُّ جمال أتحدَّث؟
كاملة رائعة غنِيَّة عظيمة جميلة هي في كلِّ شيء…
لمَ أهملناها؟ لمَ أضاعناها؟ لمَ تفاخرنا بغيرها؟
ونحن أهلها؛ أليس المرء بأهله يفخر!
هي منبع أصلنا وأصالتنا، لغة أعظم كتاب قَالَ تعالى:((وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ العٰلَمينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين )))
ألا يفينا هذا؛ لأن نتعلَّمها ونعتَزُّ بها لا بغيرها…
اعلم عزيزي القارئ أَنَّ ضياغ اللُّغة من ضياع الوطن، فلا تدع أعداءها يفرحون بتهميشك لها، والابتعاد عنها، وهجرها، ولا تمنحهم هذه الفرصة….
واعلم أَنَّ من ضاعت لُغته ضاعت هُويَّته، وضاع كلّ شيء منه…
هي الأساس هي العمود الَّذي لو – قَدَّر الله – وسقط، وقع المكان بكامله….
من الجميل أَن تدرس، وتتعلَّم لغة أخرى تكون إضافة لك على لغتك الأصل تستفِد منّها وتحتاجها؛ لكن عليك أَن تعرف أين ومتى تتكلَّمها…
من المواقف قبل فترة طلبت في أحد المطاعم من النَّادل ذي الأصل الفلبينيِّ، وكان يتكلَّم العربيَّة قلت له أعطني (كُوبًا من الثَّلج) أُخرى بجانبي ترجمت له بنبرة متفاخرة أننّي أقصد (Glass ice). لم أكن أجهل معناه في الإنجليزي؛ لكنَّ العامل في بلادنا، ونحن في بلاد عربيَّة، وهو يتكلَّم العربيَّة احتراما ومراعاة للغة البلد الَّذي هو فيه، فلماذا أتحدَّث معه بغيرها؟ ولو كنت في بلاده لكلَّمته بلغته احتراما له وللغة بلدته….
لغتنا تتميَّز بثراء المفردات، والألفاظ لا نحتاج استعارة كلمات من الغير فلنرتقِ بها ونفخر.
ويُعزيّنا قول الله سبحانه وتعالى: (إنّا نَحْنُ نَزَلَنَا الذِّكر وإنّا لَهُ لحافظون).
فهي باقية ما دام القرآن محفوظا.
ختاما علينا تعلُّم القرآن، وتأمُّل ألفاظه، ومُدارسة معانيه وبلاغته ونحوه وصرفه، حينها سندرك مدى جمال وروعة لغتنا بل وسنفتن ببهائها وصباحتها، لذا تعلموها تأمَّلوها تدارسوها بينكم.
فإنَّها عظيمة والله عظيمة.
غيداء السنيديّ
مقالات سابقة للكاتب