لم تذهب لمدرسة قط .. “إفريقية تتسوّل بـ 6 لغات عالمية”

في ممر حيوي بجوار جسر الجمرات ، تجلس النيجيرية خديجة جالي ، البالغة من العمر 66 سنة ، وهي تتسوّل المارّة بـ6 لغات ، حيث تتعرّف على جنسية الحاج المار أمامها، ولغته من خلال نوعية ملابسه، وطريقة مشيته، وصحبته، فتتحدّث معه على وجه السرعة بنفس اللغة، طالبة منه صدقة، وتلحُّ عليه بنفس تعبيرات معينة من نفس اللغة ، وتسرد له بعضًا من ظروفها الإنسانية الصعبة عبر كلمات قليلة ومعبّرة، فيضطر الكثير من الحجاج إلى إعطائها بعضًا من النقود من باب التعاطف مع واحدة من بني جلدتهم.

وعن كيفية إتقانها لكل تلك اللغات ، رغم أنها لم تذهب لمدرسة قط ، ولم تنل قسطًا من التعليم ، تقول خديجة لـ”المدينة” إنها تعلّمت ذلك بالخبرة ، فإذا رأت خليجيًّا تحدّثت معه بنفس اللهجة ، وإذا رأت حاجًّا مصريًّا طلبت منه الإحسان بلهجة مصرية واضحة ، وتكرر نفس السيناريو مع الحجاج الباكستانيين ، والأتراك ، والأوروبيين.

وتشير إلى أنها دخلت المملكة قبل 20 عامًا عن طريق التهريب البري ، ومن وقتها إحترفت التسوّل، واعتبرته أنسب الأعمال التي توفّر لها المال الكثير ، وتقول إنها اكتسبت الخبرة في إختيار مواقع التسوّل الإستراتيجية، وأيضًا معرفة الأشخاص الذين يتصدّقون بكثير من الأموال.

وعن اللغات التي تتقن التسوّل بها قالت: «أتقن 6 لغات، وهي الهوسا الإفريقية ، والعربية ، والإنجليزية ، والأوردية ، والفارسية ، والتركية .

وأضافت: «عندما أتكلّم بلغة الحاج يعطيني مالاً أكثر ، ويكون شديد التعاطف معي ، ومع ظروفي الصعبة التي أسردها عليه بكلمات موجزة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *