احتلت هذه العبارة (مؤخراً) زاوية مهمة من زوايا بطاقات الدعوة للأعراس(الالكترونية منها والورقية)! فهي بمثابة إحساس مريضٍ رفض العلاج جراحياً ، مفضلاً بعض المهدئات التي تؤخر الشفاء الحقيقي (معالجة العرض وترك المرض). موعد العشاء سيكون الساعة 11 مساءً! وكأن المعني بالأمر هم الرجال فقط ، وذلك تحايل نفسي نمارسه دون وعي لنقنع أنفسنا أننا قد حققنا أمراً ذا بال.
نقرأ هذه الملاحظة فننتشي فرحاً بالتخلص من السهر والانتظار الممل للطرف الآخر(قوي وصاحب قرار!)، فهو يدير ليلة العمر لمعظم شبابنا (إلا من رحم ربك،وقليل ما هم)، وبالطريقة التي يرى أنها عصرية، ومواكبة لتطلعات تتباهى وتتفاخر صرفاً وتبذيراً لأموال قد تعب في جمعها هذا المسكين(العريس)!
إقرأ(لسنا أقل من غيرنا ، وماذا يقول عنا الناس ، مثلنا مثل غيرنا)!،عبارات يتكئ عليها(البعض)كثيراً لتبرير هذا الوضع غير الصحي ،ويخطب الخطباء نصوصاً تحث على الاقتصاد في مصروفات الأعراس وأن أكثر النساء بركة أيسرهن مؤنة ، ومع ذلك تمر علينا وكأن المقصود بها غيرنا!
يجب أن يتداعى العقلاء(والعقلاء فقط رجالاً ونساءً) للحد من هذه الفوضى(صرفاً وسهراً) في الأعراس ، وأن يدرك الجميع أن الهدف هو تكوين أسرة تسهم ايجابياً في بناء المجتمع ، ولكن هل تستطيع ذلك أسرة تبدأ حياتها بالديون وبأعمال تدخل دائرة المحظور الشرعي؟
أشك في ذلك!
مع تحياتي
أبوعمر محمد بن سعيد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب