نعم قلوبنا حافظة ومشاعرنا حافظة…
الأيام والشهور والليالي لإنجازاتك حافظة..
الطرقات والأسوار والحدائق والمباني والفيافي لخطواتك حافظة..
نعم … أيها المحافظ الصادق الأمين المخلص الوفي.. لقد أديت الرسالة وحفظت لنا الأمانة.. فحفظنا لك الود والتقدير والإحترام..
بل حفظناك اسما ورسما ورمزا منقوشا في قلوبنا وفي صفحات التاريخ.. بذلت جهدك ووقتك وفكرك وعطاءك من أجلنا ..
فرسمت وجها مشرقاً للمحافظة .. قائما على العدل والإخلاص والمساواة … لقد تركت بصمة وأثراً واعتليت مقعداً لم يسبقك أحدٌ إليه.
نعم .. كل أرجاء المحافظة وسهولها ووديانها وحقولها وعمرانها تشهد لك بالإنجاز وتحفظ لك العطاء وتعترف لك بالإخلاص والوفاء..
نعم .. أيها الوفي الوافي والفكر الراقي. والغيث الساقي. والإسم الخالد الباقي .. نعم.. كنت في محافظتنا أنت الأديب والمأمون والشرطي والحكم والقاضي.. حتى أصبح ماقبلك نسيّا وخيالا من الماضي..
نعم لقد قرأت رسالتك المعطرة بأعذب الإحساس والأزاهير النوادر الفياضة بأصدق التعابير وأنبل الأخلاق وسمو المشاعر..
نعم .. أبا عبدالرحمن .. نحن لانودعك … بل نستودعك.. فقد يكون في أطياف الوداع الألم والبعد والفراق…
وقد يكون في الإستوداع الأمل والرجاء والتلاق..
نعم نستودعك الذي عينه لاتنام .. نستودعك الذي ترفع له أكف الضراعة ويسأله الأنام… نستودعك ونسأل الله لك التوفيق والسداد وطيب المقام..
نستودعك ونطلب العذر والصفح إن كنا في حق قدرك مقصرين..
اعذرنا في مالم نكن عليه قادرين … اعذرنا إن عرفناك متأخرين… لكن ثق أننا كنا معك صادقين… وبادلناك اليقين باليقين..
وحاولنا ثم حاولنا واجتهدنا لك مخلصين .. فإن أصبنا فالحمدلله رب العالمين ، وأن اخطأنا فلا ملام على المجتهدين…
فقد نلتقي بعد حين.. وقد نعود بعد حين.. وقد تشرق الشمس فتبتسم العين.. ويبتسم الجبين…
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب