الدافع الداخلي للإنسان هو دومًا الذي يصنع منه إنسانا آخر، والذي يحمل بداخله طموحًا وتوقدًا وحماسًا إلى صناعة الفرق في ظل وجوده بالمكان الذي يحفر اسمه بذاكرة الآخرين، هذه الصفات التي أومن بها منذ زمن طويل وقبل الإمكانيات رأيتها تتجسد على واقع الأرض خلال الخمس السنوات الماضية بخليص بوجود الدكتور فيصل الحازمي.
عندما أتى لخليص مهرولاً لا يحمل بحقيبته الإدارية إلا سمعته والجدية، والحماس، والطموح، لكي يصنع الفرق على كرسي محافظة خليص الوثير في ظل ميزانيات لا تسانده لتحقيق طموحه وآماله لكي يجعل من محافظة خليص محط الأنظار ولكرسي المحافظة وهج بعدما يتركه لأي موقع أخر، كما حدث الآن وهو يغادرها إلى الليث، ولكن إذا نظرت إلى الفكر الإداري الذي يحمله هذا الرجل نجد أنه هو من جعل خليص تعيش خلال الخمس السنوات حراكًا مدويًا على أرض الوقع وحراكًا إعلاميًا حتى أصبحت خليص محط الأنظار وتتصدر شاشات التلفزة في العديد من القنوات، بل وأصبحت المحافظة رائدة السياحة البرية والشتوية وضمن أجندة وزارة السياحة في برامجها وانشطتها السياحية .
الحديث عن الدكتور فيصل الحازمي حديث متشعب وله العديد من المناحي منها الإنسان والإداري بمفهوم القيادة والعمل ولكن سوف اتحدث عن الإداري الذي عملت معه طوال الأربع السنوات الماضية بمجالس المحافظة ووجدت فيه الإداري الطامح الى الميدان بالإنجاز والموافق على كل خطوة تلامس حياة الإنسان وتطور مكانه بل لا يتردد بالكتابة الرسمية في إطار مسؤولياته الوظيفة لأي جهة كانت تحقق هذا الهدف، وللقفز على الإمكانيات والتفكير بالتنمية لمحافظة خليص جعل من الدكتور فيصل الحازمي رغم أن البنية الإدارية بالمحافظة وقت وصوله لها لم تكن مكتملة ما جعله يفكر خارج الصندوق الرسمي وينشئ المجالس التنموية بالمحافظة ومنها المجلس الاستشاري ومجلس التنمية السياحية الذي تشرفت بعضويتهم.
وهناك مجالس أخري كثيرة وسوف أحدثكم عن هذين المجلسين التنمويين الذين في إطارهما قفز الدكتور فيصل الحازمي بهما إلى خارج الصندوق والروتين الحكومي لإحداث شيء من التنمية فيهما ولازلت أذكر كلماته في أول اجتماع للمجلس الاستشاري عندما قال:” إن هذا المجلس مطلوب منه الخروج عن المألوف لصناعة تنمية للمحافظة ولا يمكن أن تصنع هذه التنمية إلا بجهد شباب محافظة خليص والإصرار على تحديات الواقع والإمكانيات، هذه الكلمات التحفيزية وطلب المشاركة من الشباب والعقول التنموية للمحافظة أن تستنهض الهمم وكان أول بوادر هذا التحفيز هو مهرجان خليص السياحي الزراعي الأول الذي سجل حضورًا على مستوى رقعة الوطن بين مهرجاناته السياحية ليحتل المرتبة الخامسة بتقييم هيئة السياحة والترفيه متجاوزًا إمكانيات مناطق بكاملها، وكانت البنية الأولي لانطلاق أعمال تنموية وسياحية أخرى رغم المشككين بقدرات محافظة خليص وما تعيشه اليوم من ازدحام على مناشطها.
الدكتور فيصل الحازمي لم يكن يملك إمكانيات بالمحافظة وهذه الحقيقة لمستها شخصيًا إنما كان يملك أقوى من الإمكانيات وهي القيادة وأدوات التحفيز وكيفة استخدام أداوت السلطة الإدارية التي يمنحها منصبه.
خليص عاشت الأربع سنوات الماضية حراكا مشهودًا له رغم كل المشككين منها السياحي والتنموي ومنها الثقافي ومنها استكمال البناء الإداري للمحافظة والحديث يطول ولكن بكل تأكيد سوف أعود للحديث عن هذه السنوات الجميلة لخليص بوجوده.
عبدالله الطياري
مقالات سابقة للكاتب