إدمان نت

لقد تفكرت كثيرا وسالت نفسي هل سياتي يوم من الايام نفتح فيه أماكن او بالأحرى مصحات ومراكز للعلاج والتتخلص من إدمان النت وشبكات التواصل و الاتصال ..

فلقد أصبحنا مقيدون تماما بهذا النت حتى لا نكاد نجد وقتا غير القليل منه للأكل والنوم والعبادة .. حتى ونحن على راس اعمالنا وخضم واجباتنا التي نحن مؤتمنون عليها وناخذ اجورنا عليها .. ونسينا ان (من اخذ الأجرة حاسبه الله على العمل ) لا نبالي ابدا بهذه الأمور التي نحن محاسبون عليها حتما…. الكل لا استثني احدا لانني ارى اجتياح من قبل هذه التقنيات لحياتنا ومستقبلنا 

ولقد استحوذ هذا الداء ولا ادري ايحق لي ان اسميه داء ام انني سألام على هذه التسمية …

وكيف لا ونحن نرى إن أنصفنا أنفسنا ولم نجافي الحقيقة أننا قد أصبحنا وأمسينا بل وفي كل اوقاتنا أسارى بين يدي هذه التقتيات الحديثة وهي تسيطر علينا وتسيرنا كيفما شاءت وارادت ….

وها نحن نرى ان معظم حوادث الطرق التي تقع يكون سببها هذا الإدمان الذي لا نكاد نتخلص منه حتى في حال قيادة المركبات على الطرق العامة او السريعة ونفقد كل يوم العشرات من ابنائنا في حوادث سير مروعة …

وبعد ان كان الناس يتضجرون من الاشارات المرورية الضوئية اصبحوا يتمنون ان تطول الاشارات الحمراء حتى يتسنى لهم التواصل عبر هذه الشبكات وهم وقوف  وتخضر الاشارة وهم ساهون عنها بهذه الجوالات وربما تخضر وتصفر وتحمر ولا تجد من يستعجل في الانطلاق فأن الوقت قد انفلت من بين ايديهم فلا يكادون يدركونه … فقط الذي يكون في عجلة من امره هو الذي يلاحظ ان القوم قد اصابهم شيء من الهوس وتبدل الطبيعة التي كانوا عليها من قبل .

وبالفعل فقد فتحت دولة الصين مراكز للعلاج من ادمان

النت وحق لها ان تفتح هذه المراكز لانها وجدت ان شبابها يتفلتون من بين يديها ويتساقطون ضحايا لهذا الداء المستشري في العالم ..

وهذه المراكز هي عبارة عن اعمال يقوم بها الشباب الذي اراد التخلص من هذا الادمان كالانخراط في احد قطاعات الجيش او الاندية الرياضية او الحرف بانواعها بشرط ان لا يصطحب احد معه جهازه النقال … شيء جميل جدا..

وشيء أخر نجده حاضرا وبقوة ويعد من سلبيات هذه التقنية وهو أن يدخل رب الأسرة البيت فلا يحس به احد الأم في جانب من جوانب البيت والأولاد كل له ركنه الذي لاذ به والكل مشغول تماما عن الآخر وتوقفت لغة الكلام  فلا يجد الأب من يعطيه قدح ماء او يشعر به عند دخوله فيقوم باستقباله وهو قادم من عمل يتمنى ان يقدم له احد من افراد عائلته ما يبل به رمقه بعد عناء يوم شاق فضلا عن تقديم وجبة مطبوخة في البيت فلا يرى بد من الخروج لجلب اكلة سريعة من هذه المحلات التي اصبحت منتشرة بكثرة وكانها متفقة مع شبكات التواصل بمؤامرة لجعل البيوت مجرد فنادق للنوم فقط وهذه المحلات متعاقدة مع تلك الفنادق لتقديم الوجبات لزيادة ارباحها من معاناة رب اسرة سلبته هذه الاجهزة فلذات كبده وام عياله فلا يكاد يجتمع بهم الا فيما ندر من الأوقات …

ورحم الله زمانا كانت الاسرة تجتمع عند كل وجبة من وجبات اليوم حول مائدة يكون الأب ربانها وقائدها …

وهذه ليست نظرات تشاؤم فلننظر الى احاولنا اليس ما اقوله صحيحا ان لم يكن كله فجله .

يجب اذن ان فكر في فتح مراكز لعلاج الادمان على هذه التقنية التي لم نستطع التعامل معها بحكمة .(فما رعوها حق رعايتها )

الاغنياء والفقراء على حد سواء …. واستغل بعض ضعاف الانفس هذا الهوس الذي ينتاب الناس فاصبح البعض يغري الفتيات والصبيان بهذا النت … كروت الشحن شحن النت مساومات لنيل الشهوات ولن ادخل في التفاصيل فالكل يعي ما ارمي اليه من حديثي هذا الا من اراد الاستغباء ولقد توسع الباحثون والمهتمون بالاسرة حول الموضوع ومازالوا يجاهدون وينبهون والكل عنهم معرضون الا من رحم الله …. وقليل ماهم ….. وانا بكلامي هذا لا ادعو الى ترك هذه التقنية فهي اصبحت من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها وهي ليس كلها سلبية بل لها منافع جمة ولكن فالناخذها بتؤدة وروية وتفكر ونلج فيها بحصافة وحكمة وناخذ منها ما يفيدنا لقوام حياتنا ونترك ما يضرنا منها ولقد هدانا الله النجدين …. واظن ان المقصد والقصد معلوم ….

نسأل الله ان يجمع علينا شملنا ويردنا اليه ردا جميلا وان يحفظ شبابنا ونسائنا وذرارينا انه سميع قريب مجيب.



إبراهيم يحيى أبو ليلى .

مقالات سابقة للكاتب