يستطيع الإنسـان أن يتعلم ما يـريد من خلال مجريات الحيـاة ، والقاعدة الأساسية في العلم قولـ الله [ واتقوا الله ويعلمكم الله ] ، حيث ولد الإنسـان دون علم ، فمع معتـرك المواقف التي يواجهها بمقدوره كسـب ثقافة التعلـم وديمقراطية العقل بالتفكير بين جماليات العلم ، فالحياة تعلمنا الكثير عبر قنوات ملتقى الصدف ، [والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ] ..
نتأمل قليلاً في عصرنا الحاضر فنجد المجتمع يزدحم بشتى مجالات العلم وكل إنسان في فلك من فلكاته يختار ما يناسب إمكانياته ، مما يستدعي الحصول على نتائج علمه من خلال الوثائق ( الشهادات ) في مجال تخصصه الذي بحث بداخله أعماق فگره ..
ظهرت آفة خطيرة في المجتمع ، عنوانها الوثائق التي يحملها الإنسـان من عدة جامعات فباطنها المعرفي ( لا تسمن ولا تغني من جوع ) على أرض الواقع ..
إفتقدنا لأسلـوب الحـوار مع شخصيات بحسابهم وثائق البگالوريوس ، وافتقدنا للمعرفة اللغويـة والثقافة الواسعة لشخصيات يمتلكون وثائق دراسات عليـا ( الماجستيـر ) ، ومن خلال الحديـث معهم تجد ثقافتهم محـدودة وحـوارهم عقيـم ، فلا يملكون أساسيات العلم الناجح ، تاركين مواكبة العلم الذي أهلهم لمنصب هذه الدراسات العليا ، فإقناعهم مطالب بتغيـير ( سستم ) الفكر لديـهم .
والأهم من ذلك ..
هل أصبحت الوثائق ( الشهادات ) تعطى لأولئك الذين لا يملكون ذرة إقناع في واقع الحيـاة ؟؟
حاورت زميلاً لي ذا شهادات رفيعة المستوى في أصلها ، وأثناء الحـوار تولدت لدي قناعة بأن ليس كل من يملك ( ماجستير أو دكتوراة ) يقود العلم لمنازل المفكرين ، بل يحتاج من يقوده للأساسيات العلميـة واللغوية والإملائية !! ، فبحثت في تاريخـه فوجدته تربويا وتمت الإستعانة به في مجالات التربية من خلال المدارس أو المواقف ، فتتعجب من ذلك ..
وقتها تعلمت أن الحوار مع هذه الفئة عديم الفائدة ، فتحتاج صياغة فكره لكي يعالج أيدلوجية ( جهل الواقع بتطبيق ما تم دراسته ) ..
كيف وصل به الحال من مستوى جيد في الوثائق دون أن يطبقها ويعمل بها من نتائج ونظريات ..
فهل أصبح هم الإنسان الوثيقة دون مكتسبات المعرفة الحقيقية على أرض الواقع ؟!
يحتـاج الإنسان تبصير نفسه بحقيقة علمه الذي إكتسبـه ، فهو أساس المستقبل لبناء أبنائنا في خدمة مجتمعهم ، بدل إنحرافهم الفكري من خلال العلم الذي يزعمونه أولئك الشخصيات ..
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه .. وعمل بوثيقة تخرجه بدل الإستنساخ المعلوماتي للمنهج الفكري …
< ومضة > ..
إنطفت شمعتك يا زميـل فابدأ بشمعة التجديـد في وثائقك !!
مقالات سابقة للكاتب