عام جديد

استقبل المسلمون أول أيام العام [ الجديد ] وتبادلوا التهاني بالخير والمحبة تعزيزًا لقوة التلاحم والتماسك بين أفراد هذا الوطن وإيماناً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم [ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ] فهنيئا لنا بهذه اللحمة الوطنية وبهذا المجد المُعطاء لكل من وطأت قدماه أرضنا فنرسل لهم تحياتنا وتبريكاتنا بالعام ( الهجري ) الجديد  ..

يستمتع الإنسان بالسنة الجديدة عندما يكون مخططا لها في مؤسسته الحياتية ، فيعالج مشاكله التي واجهته في العام المـاضي ويبدأ في الحلول التي تبْصر طريقه نحو آفاق العلم والتعلم والمعرفة ، فاعمل لنفسك مشروعا تستنير به فكرك وأسرتك ومنهجك اليومي حتى تصل للمشروع الذي خطّطته وعملت لأجله ..

حرّم الله القتال في بداية العام الجديد في شهر الله المحرّم ، فلتجتمع كلمة المسلمين على التوحيد في صفّ العدو وليحذروا من أن يأتيهم العذاب بغتة ثم لا يشعرون .. 

استشعر العام [ الجديد ] في هيئة محاسبة النفس على تقصيرها وزلاتها ، والعمل على تقويمها واستصلاحها ، واعلم أن رأس مالك الحقيقي [ العمر ] فكل عام يقربنا للحياة البرزخية ونحن لا نشعر بذلك ، بل نضحك ونهنئ أنفسنا بعامنا الجديد ونحن نقترب من الرحيل ، فآن لنا التـوبة بالرجوع إلى الله والاستمساك بالعروة الوثقى ولنعلم مرور الأيام بهذه السرعة الجنونية من علامات الساعة ، فعجلة الحياة تدور سريعًا وتمضي فلنتعبر يا أولي الأبصار …

اطرق الأبواب ولا تستسلم للباب الذي أُغلق تجاهك وقوّي رأيك وتحصّن بالعزيمة فهي طاقتك للعام الجديد واعمل على تطوير نفسك وعدم الاستسلام فالسلاح الحقيقي قدرتك على مواجهة المواقف التي تظهر في حياتك ، فكن إيجابيا لنفسك ولغيرك ، وتعلم من العام الذي مضى واجعله مُرشدك لتلافي السلبيات والمشكلات والعمل على إصلاحها ، يحقّق لك مراتب العُلا في حياتك  ..

دوّن الفاروق عمر بن الخطاب التاريخ هجريا حتى عصرنا هذا ، فعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، وهي الزمن التاريخي للعام الجديد بدءًا من اليوم ، ومرورًا بالتاسع والعاشر ليوم عاشوراء الذي نجّى الله فيه موسى من الطاغية فرعون …

عجبا لمن يفتخر بالعام الجديد [ الميلادي ] ويسافـر للخارج لكي يحضر احتفالاتهم بهذا العـام ، وينسى العام الحقيقي [ الهجري ] الذي فيه هجرة [ القاسم ] صلى الله عليه وسلم ..، فنحتاج أن ندرك أهميّة العام الهجـري والطريق من مكة للمدينة الذي سلكه نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصدّيق أبا بكر الذي ضرب أروع الأمثلة في وفاء الصاحب لصاحبه فكان جزاء الوفاء [ لا تحزن إنّ الله معنا ] ..



< ومضة > .. 
رب اجعله خير عام للمسلمين ..

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *