يمشي الإنسان في هذه الدنيا معافًا مطمئنًا مرتاح باله ، وفي لحظة من اللحظات يتغيّر كل شيء ، فنفوسنا بيد الله وحده فلا تدري نفس ماذا تگسب غدا ، فالفضل له دون سواه وروح الإنسان ملك لخالقها ، فاستخدمها في طاعته واعلم لو إجتمعت الأمّة على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله لك ..
تعرفُ الإنسان ومعدنه الأصيل وقوة شخصيته دون أن يتأثر بكلام الآخرين من خلال هذه المواقف فالمكابرة المفلسة والمزوبعات الطائشة من صفات الحمقى ، فما تعملـه للآخرين تجده أمامك ولو بعد حين من الدهـر ، إلا من لم يگن له إستقلاليـة في رأيه فهذا يعدّ من ضعفاء النفـوس والعقـول ..
تنظر في الحياة فتتعجب من أمر ما ، بل تأخذك الدهشة من عقليات صغيرة في فگرها وكبيـرة في عُمرها ، فعندما تقدّم خدمة إنسانية لشخص ما في موقف كان يحتاجك في حينها ، وبينكم قرابة أبدية وتعمل معه كل ما يريد في عدة مواقف مختلفة ، وتذلّل له كل الصعاب مع أنك كنت لا تقدر على خدمته لظروف ما ، ولكن من باب العلاقة الأبوية قمت بهذا لوجه الله ثم إرضاءً لوالديك ، وفجأة ينقلب الحـال وتصبحُ مكانه ونفس الموقف ولم تطلب منه مساعدتك كما طلبها منك ، وكنتَ تنتظر ردّ الديْن الذي عليه ، فلا تجد أحدًا ممّن كانوا يطلبون يد العون منك ، فهنا [ العجب ] الذي لم أجد له حلًا ولا سببًا مقنعًا لعدم ردّ الدين ، وقتها تذكرت قول الله { وتلك الأيام نداولها بين الناس } فالدنيا دوراة يا مجتمعنا [ المثقف ] ..
تضحك ساخرًا من بعض الإنسانيات التي عقلها يتأثر بالآخرين ، وتضحك أكثر سخرية من إنسان تطلب منه الإذن في مساعدة [ أخيه ] ويردّ عليك بكلمة [ لا ] لأنه لا يملك إستقلالية في شخصيته ورأيه ..
[ الدنـيا دوّارة ] يصبح الكبير صغيرًا والغنيّ فقيرًا ، لكنّ الحقيقة العظمى والمصيبة بأن هؤلاء [ الحمقى ] لا يدركون معنى الدنيـا دوّارة على أرض الواقع ، بل غشيتهم مساحة الفكر الظاهر الضيّق دون أن يدركون المدى البعيد [ لحماقتهم ] فستنقلب عليهم ، ووقتها لا يستطيعون تجنب آثارها ..
[ الدنيـا دوّارة ] .. دارت على أحبابي .. فيا تُرى هل أقبلُ أسفهم .. أو بالمثل أرفض عذرهم .. فقلبـي أنا المتعـوب .. لا غالب ولا مغلوب .. كل شيء ترى مگتــوب .. ( أحمد الشرقاوي )
يعجزُ الكاتب عن شكر [ أبي يزيد ] وَ [ أم يزيد ] فلن يوفيهما أجرهما مهما أعطاهم من ردّ الجميـل ، فما يملكُ إلا دعوة لهما في ظهر الغيب ..
ربّ احفظ [ وسام الخيـر ] من أعين الحسّـاد واحفظ والدته من أعين الشياطيـن ، وأتمّ عليها صحتها وعافيتها وسّلمها من كل مكروه ..
< ومضة > ..
الدنـيا دوّارة فيـوم لگ ويوم عليگ !!
مقالات سابقة للكاتب