فكرة على شارعين !

    رب كلمة قالت لصاحبها دعني!

لم تكن ليلة ما قبل البارحة عادية لوزير الإسكان ، فالمجتمع يعيش أزمة حقيقية في مجال الإسكان ، وهي مشكلة تؤرق غالبية السكان بالمملكة ، وأنشأت وزارة الإسكان ثم دمجت بوزارة البلديات ، ولأن المشكلة باتت ملحة ونتج عنها الكثير من المشكلات الاجتماعية وعدم قدرة الشاب على توفير السكن وازدياد العنوسة بين الجنسين وأصبح الحصول على السكن من الأحلام التي يحلم بها كثير من الناس ، أعيد مرة أخرى للإسكان وزارة.

     ثم جاء الوزير ليقول لنا وبكل بساطة المشكلة ليست في الأرض ، وليست الحديد والإسمنت ولكنها هي مشكلة “فكر” ، أي أن المشكلة بسيطة ونحن الذين نضخم الأمور، ولا نفكر كما ينبغي من وجهة نظر الوزير المسؤول عن حل مشكلة الإسكان!

      يشعرك بعض المسؤولين بأنه الوحيد الذي يفهم الأمور أما الباقون فهم مجرد مشاغبين لا فكر لديهم يؤهلهم للحصول سكن ملائم! وأنه هو الذي يملك الخلطة”الفكرية” السرية لحل الأزمة!

     لك أن تتجول في أي مدينة رئيسية عندنا كالرياض وجدة والشرقية ستندهش من المساحات الخالية من  الأراضي داخل المدينة (60% من المساحة) ، وهي تمتد كالخلايا السرطانية التي تحتاج إلى علاج من الرسوم المالية التي ستحد من احتكار الأراضي وتقليل جشع تجار التراب! 

     تدفع نسبة كبيرة جداً من رواتب الموظفين كقسط ايجار شهري (تصل في بعض الأحيان الى النصف) ، ويتكفل ببقية الراتب باقي المصاريف الأخرى ،  وتنعدم فكرة الإدخار تماماً لاستحالتها مع هذا الوضع غير الطبيعي لأسعار العقارات والإيجارات.

     أنظر إلى تجربة تركيا وماليزيا عندما يتخرج الطالب من الثانوية يعطى سكن يسدد نصفه عندما يتخرج على أقساط ميسرة ، ماذا لو طبق عندنا في المملكة مثل ذلك؟ 

     ستحل كثير من المشكلات أولها العنوسة المتنامية بين الشباب والعزوف عن الزواج بسبب الغلاء الفاحش للوحدات السكنية والأراضي الصالحة للسكن ، وسيكبر حجم الطبقة الوسطى بالمجتمع التي هي رمانة التوازن لأي اقتصاد ناجح وسيجد الناس متنفساً للمساهمة في إدارة عجلة التنمية المستدامة.

     لكن ذلك لن يتم بسهولة ف”لوبي” تجار التراب أخطبوطي العلاقات ، لن يستسلم بسهولة ويدفع الرسوم المالية المقترحة ( إلى هذه اللحظة مقترحات) إلا إذا وجد من يسعى وبإخلاص لحل هذه المشكلة على مدى السنوات القادمة.

     صحيح الأزمة أزمة فكر ولكنه الفكر الذي تدير به الوزارة ملف الإسكان ! 

الخلاصة: نحتاج إلى حلول ولا نحتاج تصنيف يرحمكم الله!

محمد سعيد الصحفي – محاضر بالكلية التقنية بمحافظة جدة

 

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “فكرة على شارعين !

من يتقي الله يجعل له مخرجاً

مادام في مستفيد من الوضع الحالي فلن تكون هناك حلول جدية وجذرية تنهي المعاناة

قلم الواقع

جزاك الله خير اخي الكاتب علئ هذه العبارات الجميله حول ما كتبته عن مشكله الاسكان وما يحتاجه الشعب السعودي من مسكن والتي يحتاجها المجتمع السعودي كافه وخصوصا الناس التي تسكن المناطق الكبرئ الرياض وجده والشرقيه وان اغلب المنتظرين للإسكان يترقبون متي السكن ولكن طلعت الحقيقة وكلمه المسؤول ويقول ان المشكله ليست في الاسكان المشكله فكر ايش معني فكر فالكم مني جزيل الشكر والتقدير

ملاك

استاذي الفاضل شاكرين لك مناقشة موضوع وهو ماليس بغريب من روائع كتاباتك التي تحاكي حب وطن وولاء مواطن السكن يعد من اهم مايعاني المجتمع ولاشك انك بشخصك الكريم يهمك مجتمعك وتناقش همومه بواقعية دون نظريات او رؤى حالمه ..
استاذي الفكر الذي يتحدث عنه معالي الوزير يعرف مجتمعنا ظاهرة ويجهل الاكثرية بواطن هذا الفكر ..
نأمل من الله ان يعين فكر معاليه للتوصل لحل مثالي يحاكي ثقافته ولكن يجب ان يكون قادر على تحديد فترة زمنية لتحقيق الحلم بالفكر
لو استعان بفكر مجتمعه لوجد الحلول جذرية بفكر منهم اكبر منا سنا قد اكسبتهم الحياة خبرة واقعية وليست فكر مثالي لايرجى منه .

قلم غران

ارجو عدم ازعاجي
فأنا افكر الآن
وعلى قول المثل النصراوي لا تكلمني فإنني افكر

شمروخ

تورط الوزير الحقيل وجلدوه الناس جلد على كلمة ماحسب حسابها نحن في زمن التويتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *