عطر…

شَمَمْتُ عِطرَكِ.. بعضُ العطرِ في الخَلَدِ
يَجْتَرُّ ذِكْراكِ لم يبخلْ ولم يَجُدِ
********
كأنكِ الآنَ تختالينَ ضاحكةً
كأنكِ الآنَ زَهْرٌ في اليدينِ نَدِي
********
يُذِيعُكِ العطرُ في كلِّ الوجودِ كما
يُذاعُ طيبُ شَذا المحسودِ بالحَسَدِ
********
أراكِ والعطرَ تَمْتَدانِ في عُمُري
وفي الحنايا وفي العينينِ والجَسَدِ
********
لو تعلمينَ حَسِيسَ الوجْدِ حينَ سَرَى
طيفُ السنينَ يُغَذِّي لَوْعَةَ الكَبِدِ
********
وأنتِ كالنومِ تَنْسَلِّينَ قاصِدةً
هَتْكَ اصْطِبارِي وتَعْريضِي لكُلِّ رَدِيْ
********
لمَّا شَمَمْتُ … اسْتفاقَتْ كلُّ أَوْرِدَتِي
تَشْتاقُ رِيًّا ولكنْ مَنْ لِرِيِّ صَدِيْ؟!
********
آهٍ أيا عطرُ ! كلُّ الرُّوحِ عابِقَةٌ
بالذكرياتِ فما أَبْقَيْتَ مِنْ جَلَدِ
********
يا أنتِ ما أنتِ ؟ ما طيبٌ إليَّ سَعَى
بطيفِكِ المقتفي آثارَ مُبْتَعِدِ؟
********
شممتُ عطرَكِ فالأنفاسُ لاهِبةٌ
والروحُ تَلْهَثُ لا تَلْوِي على مَدَدِ
********
ولا تَقِر ُّ ! كذاكَ الحبُّ يَمْنحُنا
بعضَ المسراتِ والمحيا على نَكَدِ
********
أَحْيَتْ طُيوبُ الهوى أيامَ بهجتِنا
واستدرجتني على َوعٍْد ولم تَعُدِ
********
للهِ تلكَ الليالي كمْ رَضِيتُ بها
عَنِ الرَّفيقِ الذي ضَلَّتْ يداهُ يَدِي
********
للهِ تلك الليالي كم أنرتُ بها
عُمْرًا تَوَلَّى ولم أشبعْ .فَمَنْ لِغَدِي؟
********
آهٍ على الآهِ لوْ تدرينَ ما فعلتْ
تلكَ البقايا بما تُورِيهِ في أَمَدِي
********
شممتُ عطركِ أغراني تدفُقُهُ
فَهَيَّجَ الوَجْدَ واسْتَبْقاكِ في خَلَدِي

********

يحيى إبراهيم شعبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *