إرهاب الشوارع

يقتل يومياً 17 شخصاً بمعدل شخص واحد لكل 40 دقيقة ، 68 ألف إصابة سنوياً ، 13 مليار سنوياً خسائر مادية (ص.الاقتصادية) ، والمتوقع أن يصل العدد 9600 حالة وفاة في عام 2019م بمعدل 27 شخصاً يومياً.

     هذه الإحصائيات التي ذكرت على لسان مدير الأنظمة واللوائح في مرور منطقة المدينة المنورة بمناسبة أسبوع المرور الخليجي ال29 تحكي الواقع اليومي المرعب الذي نعيشه بمرارة في شوارعنا وأحيائنا في مختلف مدننا وقرانا المترامية الأطراف الموشحة باللون الأحمر والموت كل أربعين دقيقة!

     إحصائيات سوداء تظهر أن المملكة تحتل المركز الأول عالمياً في حوادث الطرق ، وتحتل السرعة صدارة أسباب الحوادث المرورية كعلاقة مباشرة بينها وبين احتمال وقوع الحوادث وسوء نتائجها.

     ثم السهو أثناء القيادة والسبب هو الإستخدام المفرط للجوالات وقراءة وإرسال الرسائل ومشاهدة الوسائط المختلفة على شاشة الجوال مما يؤدي إلى ردود أفعال غير منضبطة وبالتالي الوقوع في مصيبة الحوادث له ولسالكي الطريق.

     وثالث الثلاثة هو عدم ربط حزام الأمان الذي يخفض من مخاطر الإصابات المميتة (بإذن الله) بنسبة 40% إلى 50% للمقاعد الأمامية وركاب المقاعد الخلفية بنسبة 25% إلى 75% ( حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ) .

هل أتينا بجديد؟

     لا أظن ذلك إطلاقاً فهذه الإحصائيات تترى في كل مناسبة من مناسبات المرور السنوية أو اليومية مع الأسف الشديد ، إننا وكما يقول أحد المفكرين إننا نقود السيارة بعقلية قيادة الجمل فالإنحراف المفاجئ يميناً وشمالاً لكثير من السائقين أصبح من السلوكيات المعتادة في طرقاتنا ، وعكس الإتجاه أصبح عادة لا تستنكر إلا نادراً حتى من بعض رجال المرور !

     يقول الدكتور عيد اليحيي إننا نصبح أشخاصاً آخرين عندما نقود مركباتنا (أنانية وعدوانية) ، فهل نحن كذلك؟ الواقع يقول نعم! 

     وبكل جدارة نحن نعايش إرهاباً في شوارعنا أبطاله نحن عندما نركب ( نمتطي ) سياراتنا !

نسأل الله لنا ولكم السلامة .

محمد بن سعيد الصحفي . محاضر بالكلية التقنية بمحافظة جدة

مقالات سابقة للكاتب :

– فكرة على شارعين !

– دعشنة

للمتخلفين فقط !

داعش وأشياء أخرى .. !

– مكالمة من خارج الحدود

– تحطيم الأصنام

– إياك أعني !

– حرث البحر !

– يا من لا يزول ملكه

– وفد العزايم

– النذير العريان

– الرأي والرأي الآخر !

 أعطني شاشة ، أعطيك شعباً

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “إرهاب الشوارع

أبو سعود

أحسنت
للأسف نحن ماعنده احترام لقوانين القيادة ولا لآداب الطريق رغم أننا مسلمين
وفي الغرب تجد الانضباط والسلوك الحسن واحترام حقوق الآخرين في الطريق
كثير من الذين يأتون للمملكة من الخارج لا يستطيعون القيادة هنا بسبب تهور السائقين
وعدم الالتزام بنظام السير

متعب

آعتقد السبب الرئيسي هو المرور فهو ضعيف جداً ولا يطبق النظام
والمثل العربي يقول (من أمن العقوبة أساء الأدب”
ورداً على تعليق الأخ أبوسعود أقول في الغرب هناك بوليس مايرحم وهنا بوليس لا يهش ولا ينش :(

اسرار

استاذي الفاضل ابدعت في إرهاب شوارعنا في سطور ولكن امام مايرددونه من احصائيات تذكر بالمناسبات دون اي وعي لما ينجم عن هذه الحوادث من فاجعه بالنفس والمال والممتلكات الخاصة والعامه الساده المسئولين في هذا القطاع نأمل منهم بذل قصارى جهدهم في التوعيه لا ترصد الاخطاء ..

شهد جده

كاتبنا المتميز نشكر لك اهتمامك فيما يمس المواطن في هذا البلد المعطاء كما ذكرت تدمي القلوب فاجعة الطريق وبعيد المقارنه بين الداخل والخارج جميعنا يعلم القوانين الصارمة في الدول الأخرى ولكن هل ياترى استطاع ساهر بنظامه الذي كلف اموال باهظة في زيادة الوعي و التخفيف من سيل الدماء بارهاب الشوارع بل لم يأنوا جهد شبابنا في التحايل بكل مهارة ويجب الاهتمام بالتوعية ثم العقاب بأقصى عقوبات وقبل كل ذلك لابد من اصلاح الطرقات وتمهيدها باسلوب متطور بالمناطق للبعد عن السباق مع الوقت

محمد آبوفهد

كنا نتوقع ساهر يضع نهاية لهذي الحوادث المميته لكن الواقع غير ذلك
يوجد انخفاض لكن بسيط جداً نرجو من المسئولين مراجعة نظام ساهر حتي يكون رادع فعلي للسرعة وتقليل الحوادث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *