باني الـمكرُمات

 

بِناؤكَ للإنسانِ ما ليسَ يُنكرُ ‍
وأجملُ ما تبنيهِ عقلٌ مُفكِّرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وقلبٌ على سِرِّ الجمالِ دلَلْتَهُ ‍
فأبصرَ مِنْ معناهُ ما ليس يُبصَر

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وروحٌ تنقِّيها وتحرُسُ فجرَها ‍
سموتَ بها للطُّهرِ عمّا يُكدِّرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
فيا أيُّها البانِـي الذي أتقنَ العُلا ‍
وهيهاتَ أنْ تَـهوِيْ بما شِدْتَ أعصُرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أُجِلُّكَ مِنْ بانٍ إذا ما تهدّمتْ ‍
مبادئُ قومٍ وارتضى القاعَ مَعْشَرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وقفتَ على الثَّغْرِ المخوفِ وفي يدٍ ‍
كِتابٌ وفي الأُخرى يراعُكَ مُشْهَرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
إذا حاربَ الـجُنديُّ ذَوْدًا عن الحِمى ‍
فأنت تذودُ الجهلَ والجهلُ أخطرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وإنْ عالجَ الأجسامَ يومًا طبيبُها ‍
فأنتَ طبيبُ العقلِ والعقلُ أجدرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تُؤَمِّنُ آمالَ البِلادِ وتعْتَنِي ‍
بِـجِيلٍ بأحلامِ البِلادِ يُبَشِّرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ولستَ وإنْ أحرقتَ عُمرَكَ للورى ‍
بِفانٍ وهل يفنى الأصيلُ المكرّرُ!

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تألّقْتَ في الألبابِ أنوارَ حِكمةٍ ‍
فما زِلتَ للأفهامِ تجلو وتُسفِرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وقُسِّمْتَ في الأرواعِ أصداءَ هِـمّةٍ ‍
فما زِلْتَ للعلياءِ تحدو وتأمُرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وقُطِّرْتَ في الأخلاقِ شَهْدًا وبلسمًا ‍
فما زال يجريْ مِنْ زُلالِكَ كوثرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
خُلِقْتَ أبًا للنابغينَ فإنْ تكُنْ ‍
فُـرُوعُهُمُ شَتّى ففيكَ تَجذَّروا

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وما أبدعَ الإنسانُ لولاكَ وارتقى ‍
لأنّكَ للإبداعِ أصلٌ وجوهرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
هنيئًا لقومٍ قدّموكَ مكانةً ‍
فمن سَفَهِ الأحلامِ حينَ تُؤخّرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وطُوبى لأرضٍ كرّمتْ فيك مجدَها ‍
فمثلُك للأوطانِ زهوٌ ومَفخرُ

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

الأديب والشاعر نوار بن قبال السلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *