لم يبق سوى أيام قليلة تفصلنا عن يوم الإقتراع في الإنتخابات البلدية لدورتها الثالثة بجميع مدن المملكة ومحافظاتها ، وفي محافظة خليص يصعب التكهن بالمرشحين الذين يمكن أن يظفروا بمقاعد عضوية المجلس البلدي مع تقدم مرشحين جدد من أجزاء مختلفة من المحافظة ، الأمر الذي سيجعل كثير من الناخبين في حيرة من أمرهم لاختيار ممثليهم في المجلس البلدي.
ومع انتشار اللوحات الدعائية للمرشحين بشعاراتها الرنانة واستعراض الشهادات العلمية والخبرات العملية بمختلف الوسائل وهو حق مشروع كفله النظام لهم للترويج لأنفسهم وبرامجهم الإنتخابية ، فإن الوعود الكثيرة التي أغدقها بعض المرشحين كفيلة فيما لو تحقق الشيء البسيط منها في انتقال المحافظة بكافة مراكزها إلى مصاف المحافظات المتقدمة في فترة قصيرة من الزمن.
ومايتم تداوله هذه الأيام في المجالس التي لا تخلو من الحديث عن تلك الانتخابات ، هناك طرح قوي من بعض شباب المحافظة وخاصة من المراكز التي لم تحصل على أقل ماتستحقه من الخدمات البلدية مثل ( السفلتة ، الحدائق ، الإنارة ، المنتزهات العامة وغيرها من الخدمات ) وهم يمثلون نصف سكان محافظة خليص وأكبر رقعة جغرافية في مساحتها بمراكز ( أم الجرم ، السهم ، البرزة ، الخوار ، حشاش ، النخيل ) ، فإن أغلبيتهم يأمل أن يفوز ممثلوا تلك المراكز بمقاعد في المجلس البلدي وعددهم ٤ مرشحين فقط يمثلون مركز الخوار و مركز أم الجرم ومركز البرزة ، وهم من ذوي الكفاءة والفاعلية الإدارية ، وتبقى المراكز الأخرى وهي مركز النخيل ومركز حشاش والسهم بدون تمثيل .
وقد يتساءل البعض عن تقدم بعض المرشحين للترشح وأحياءهم مكتملة الخدمات بل بعضها سيعاد تأهيلها تأهيلاً كاملاً ، بينما مراكزهم لم تنل أبسط حصة من المشاريع خلال السنوات الماضية .
آملين أن لايكون لهم أثر في تشتيت الأصوات وأن لايكون لهم أهداف كالحصول على مكاسب شخصية مثل الوجاهة أو المال داعينهم للإبتعاد عن النظرة الضيقة والمحدودة وتغليب العقل والمنطق لتحقيق المصلحة العامة لكافة المحافظة المترامية الأطراف ، وفي نفس الوقت متسائلين هل يعقل أن يأتي شخص من حي آخر كي يكون وصياً ومنقذاً لمراكزهم وأحيائهم؟! .. وكأن لسان حالهم من لسان حال الشاعر الذي قال :
ماحك جلدك مثل ظفرك
فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجةٍ
فأقصد لمعترف بقدرك
هذا التصور والقناعة المؤكدة لديهم فيما قدمته المجالس البلدية السابقة حيث لم يكن لهم ممثلون فيها ، الأمر الذي حرم مراكزهم من الكثير من المشاريع وخاصة المدمجة منها بسبب السياسة المعمول بها سابقاً في التصويت على توزيع المشاريع والذي منح المنطقة المركزية جلها في ظل عدم وجود أقل المعايير لتحديد أولويات المشاريع لتحقيق الهدف الأسمى وهو (التنمية) ، فقد كان المجلس مشكل بصورة غير متوازنة ، ويبدو أن سكان هذه المراكز مصرون على المشاركة بكثافة ومتحمسون لها لتصحيح الأخطاء السابقة.
وهذا مانأمله ونرجوه لكي تكون هناك تنمية شاملة لكل جزء من محافظة خليص ، خدمة لمجتمعها والتي تفرضه عضوية المجلس البلدي والمتمثلة في التكليف وليس التشريف.
مبارك حظاظ المعبدي
مقالات سابقة للكاتب