منطق الرجولة

محدثي الكريم أسعدت جلساءك بحديثك السمين وأطعمتهم لحم القتيل
فهذا له ولد عاق وذاك دخل المزاد وفلان له باع وتلك قد تزوجت والأخرى قد تطلقت يقال أنها تحرق الطعام و تزور الناس حتى في المنام ،قد شدا في زواجهم فلان وأغتنم طلاقهم علان فتقدم لخطبة العزباء وأشترط زواج بلا غناء ، وصغير غلمان العائلة السمراء خطب البتراء ورُدت الخطبة لأنه بلا رتبة .

وفجأة تأتيكم الأخبار بأن سوق الأسهم قد انهار و ارتفعت الأسعار فشاة فلان العمياء قد بيعت بألف ألف دينار …وعندما مر الغلمان ضحك محدثكم وقال: ابن فلان ملامح وجهه كخاله وأخته الصغيرة بلهاء لابد أن ذاك من أعمامهم ألا تذكرون عندما نعتوا بالسفهاء عندما كان وكان و ضيعوا والمال .

محدثي الكريم لا يؤمن جانبكم و لا لكم صديق لقد سمعت أنه استأذنكم أحد الجلساء وقبل أن يصل الباب لمزه جار الأريكة بقوله :
أعانه الله على ما ابتلاه .فحقول الجلساء ماذا حدث له ؟وإذا الجار قد نشط من عقال وجلس بعد الاتكاء مرددا ألم تسمعوا الأخبار ؟ ابنه تجادل مع الجار وصدم الجدار فأخذه السجان .

لا حول ولا قوة إلا بالله ،لقد رباه على الاستهتار فنهار.

ثم تحدثني عن منطق الرجال و أنكم من نسل ابن شداد وللكرامة أنتم أبواب تتجافى أخلاقكم عن سفاسف الأمور ولا تتحدثون إلا عن الشيم مبتعدين عن الفجور !فما ذاك الحديث الذي يدور في مجالسكم؟أو هكذا هو حديث الكرماء أصحاب العلياء ؟!
عذرا فأنا تحلق فوق رأسي علامات استغراب وتعجب واستنكار

قد قيل لي :
منطق الرجولة سيف و عقال و مجالس ليس فيها قيل و قال ولحم ميت يدار .
فكيف نزن بين الحقيقة و الوقع وليس بينهم تناسب ؟!
أفتني فيما أسمعُ و تجاهر.

قبس من نور:

دعاء كفارة المجلس
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.

فاطمة بنت عبدالحميد المغربي

 

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “منطق الرجولة

خالد ابن نويهر

مقدمة وتحليل أفكار متميز وخاتمة حل
وفقك الله استاذة فاطمة

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

أعجبني الموضوع و طريقة عرض ذكرتني مقامات الحريري
و يا صاحبي أمسك عليك لسانك فعما قليل تغادر و تحاسب .

أحمدبن مهنا

مقالة جميلة ماتعة !
ومفيدة نافعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *