قال الله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ..
إن البيوت السعيدة ليست خالية من المنغصات والمشكلات إطلاقاً ، لكنها يوجد بها زوجين متفهمين لمعنى الحياة الزوجية السعيدة ، والخلافات لابد أن لانجعلها تسبب الخسران بين بعضيهما إنما لتزيد أواصل المحبة والتفاهم والمشاركة في حلها وإيجاد الملاذ والمخرج من هذه المشاكل بأقل الخسائر .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها آخَرَ))، أو قال: ((غيرَه))؛ رواه مسلم.. حديث جميل وتوجيه منه عليه الصلاة والسلام أجمل لصلاح البيوت ودوام إستمرارها ..
ولا ننسى أن صلاح البيوت يأتي في بدايته من الأم والأب وكيف هما يربون أولادهما وكيف يعلمونهم فنون الحياة الهادئة المتعلقة بالله تعالى ، وكيف يعلمونهم إحترام الطرف الآخر ، وكيف يتم تهيئتهم لحياة جديدة ، وكيف يحافظوا على تلك الحياة بكل مايملكون من قوة ويحاربون من أجلها ، فيصنعان ( الأم والأب ) جيل محترم للحياة الزوجية يقدرها ويتفانى في إسعادها .
لذا فـ لنبدأ بصلاح البيوت من العش الصغير الذي أنشئتيه عزيزتي الأم وعزيزي الأب .. تثقف تعلم كيف تقود سفينتك إلى بر الأمان وتحميها من العواصف التي قد تؤثر عليها ، ليس عليك أنت فقط ولكن يمتد الأذى حتى على أطفالك لأنهم سوف يقلدونك في كل شيء فعلته في بيتك، يستنسخونه في بيوتهم، ونصبح في دوامة لا تنتهي من العقد والمشاكل وتخريب البيوت ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، فـ لنكن على قدر المسؤولية ولانخن الأمانة ونستعين برب البرية وننشأ جيل واعي محترم للأسرة ومدرك لأهمية استقرار البيوت، فإن البيوت السعيدة تنجب أبناء سعداء محبين للحياة ، فاعلين ومؤثرين ، دمتم بكل حب وحياة مليئة بالسعادة .
جوهرة السلمي
مستشارة تربوية ومدربة
مقالات سابقة للكاتب