شكّل حب اللغة العربية حياتي ، شغفت بالأدب العربي في سنٍ مبكرة ، حفظت من الشعر الجاهلي قصائد رغم صعوبتها ، أحببت شعر حسان ومدحه لصفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وذوده عن الإسلام ، مروراً بحرب جرير والفرزدق الذي أثار في نفسي الحماس والإعجاب ، وصولا للشعر العباسي الذي تميز برقة وعذوبة عكست حياة الناس حينها .
هذا ليس موضوعي على أية حال ، لكن الحديث عن “العربية” عندي ذو شجون ، فحيناً يشدني جمالها وعمقها وحيناً حاضرها ومستقبلها وحضورها في نفوس النشء !
– كيف تبدو لغتي الحبيبة في القلوب بعد عقد أو عقدين؟
– كيف سيكون حضورها في الإنترنت؟
– كم تشكل من المعلوماتية في فضاء عظيم؟
– هل ستجد من يحميها ويهتم بها ويعزز حبها؟
ولأن العربية جامعة الحضارات التي نقلت الفلسفة والفكر اليوناني القديم وقدمته للعالم بعذوبة واقتدار ، تستطيع الآن أن تواجه التحديات وتكمل دورها الحضاري في نقل العلوم ، وتكون صلة بيننا وبين شعوب العالم ..
لا أستطيع هنا أن أخفي قلقي من حجم المعلومات المتوافرة في الإنترنت بالعربية والذي لا يتجاوز 3% من كم المعلومات المتاحة ، الذنب بالتأكيد ليس ذنب لغتنا الجميلة التي لا يُمل من تفاصيلها ، أعرف من المذنب هنا ..
أهلها هم المذنبون بلا شك ..
حسناً اليوم نحتفل بيومها العالمي ونسعى لننشر حبها في الفضاء والأفئدة ، نغرسه في قلوب فتياتنا الصغيرات ، فلعل الغرس يؤتي أُكله ولو بعد حين! .
زينب الجغثمي
مقالات سابقة للكاتب