خصوصيتك من حق من ؟؟

‏الخصوصية كلمة يجهل معناها كثير من الناس ويفسرونها ويشرحونها لأطفالهم بشكل خاطئ،  فهناك فرق بين الخصوصية والأنانية ، فالخصوصية هي قدرة الفرد أو الأشخاص على عزل أنفسهم أو معلوماتهم عن الغير ويعبرون عن أنفسهم بطريقة انتقائية ومختارة ، فهذا من حق أي شخص أن تكون له خصوصيته في عمله ومسكنه في حياته جميعها ، وأن لايتعدى عليها أحد من البشر ..

ومن هنا كان لابد أن نعلم أطفالنا أن الخصوصية أمر مطلوب لنا ولغيرنا وأن لا نتجاوز خصوصيات الغير بحال من الأحوال ، ولا نغفل أن نوضح لأبنائنا أن الأنانية  سلوك خاطئ نزرعه في أعماقهم ونفوسهم بقولنا ( لاتعطي أشياءك ، لأحد حافظ على ممتلكاتك ، ولا تسمح بأن تْؤخذ منك لأنها من حقك وحدك ) ونعطيهم الجملة ناقصة ولكن علينا بإكمالها بقولنا ( حافظ على أشياءك وإذا استأذنك أحد أصدقائك لإقتراضها فأعطه إياها ) ..

بذلك نعلمه الخصوصية ونبعد عنه الأنانية، فإن الأنانية هي سلوك متمركز حول الذات وهو مزعج للأخرين،  ويؤدي إلى ضعف علاقة الطفل مع أصدقائه في المدرسة وخارجها ، وينتج عنه عزوف الأطفال عن طفلك وتركه وحيداً، فالإنسان الأناني يهتم فقط برغباته دون النظر للغير وعدم إحترام رغباتهم وحاجاتهم  (إن إحترام شؤون الأخرين وخصوصيتهم  وعدم التدخل فيها واجب وليس لطف وذوق منك ) فهذه العبارة لابد أن يدركها طفلك منذ الصغر وتنقش في صدره الصغير حتى يكبر محترم لخصوصية من حوله ويحترم الغير خصوصيته ،  قال تعالى ( يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُم ْلَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ۝ ) هذه الآيات الكريمة اشتملت على استئذان الأقارب بعضهم على بعض ، فأمر الله تعالى المؤمنين أن يستأذنَهم خَدَمُهم مما ملكَت أيمانهم وأطفالُهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم في ثلاثة أحوال: الأول من قبل صلاة الغداة؛ لأن الناس إذ ذاك يكونون نيامًا في فرشهم ، وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ أي: في وقت القيلولة؛ لأن الإنسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع أهله، وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ لأنه وقت النوم، فيُؤمَرُ الخدمُ والأطفال ألا يهجمُوا على أهل البيت في هذه الأحوال، لما يُخشى من أن يكون الرجل على أهله، ونحو ذلك من الأعمال ، وهذا من باب الحفاظ على الخصوصية فلابد أن نعلمها لأطفالنا وينشئ الطفل على إحترامها مع أهله ومع الأخرين .

قال عمر الخيام
صاحب من الناس كبار العقول
                            وأترك الجهال أهل الفضول
وأشرب نقيع السم من عاقل
                     واسكب على الأرض من دواء الجهول

نفع الله بنا وبكم وجعلنا الله من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه .

 

المستشارة التربوية والمدربة والكوتشنج التربوي
أ. جوهرة السلمي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *