همسة في أذن ولي الأمر

لا شك في أن المخدرات آفة من آفات هذا العصر الذي كثرت فيه التناقضات ويكاد الشر يسيطر على العالم ومع ذلك فهناك مصلحون يقاومون هذه الشرور والآفات ويحاولون جهدهم الخروج بالانسانية من تيهها و انغماسها في ظلمات الضلال والآثام …

ففي كل عام وما أن يحين وقت الامتحانات الدراسية حتى ينبري الخطباء والكتاب والمفكرون كل حسب جهده وطريقته محذرين الطلاب وبالتحديد من هم في سن المراهقة يحذرونهم من دعاة الضلال الذين يحاولون سرقة الشباب من بين أحضان آبائهم وأمهاتهم ووطنهم إنهم تجار الموت البطيء الذين يملؤون جيوبهم من دماء أبنائنا عن طريق ترويجهم لهذه السموم بكل انواعها وما اكثرها.

والشباب في هذه المراحل العمرية – بل الاصح أن النفس الانسانية عامة – إن لم يشغلها الحق شغلت بالباطل فان الشيطان واتباعه لا ينامون عن باطلهم فكيف يطيب لنا النوم عن حقنا .. إنهم يحاولون وبشتى الطرق أن يسلبونا ابنائنا وفلذات اكبادنا وعدتنا وعتادنا في مستقبل امتنا والجهاد مع مثل هذا العدو يحتاج الى نفس طويل وجهد عال لا ينبغي الاستهانة والركون الى الدعة والراحة وترك الحبل على الغارب ويجب سد الطريق وتجفيف كل منابع هذا الداء الذي يكاد يفتك بشبابنا …. 

وبعض الشباب غافل عما يراد به فان كل امة لا تقوم الا على اكتاف شبابها ولقد علم الأعداء ذلك فلكي يصيطروا على الأمة ومقدراتها يجب عليهم أن يقتحموا أسوارها من خلال شبابها فإن استطاعوا فكل ما سوى ذلك هين لتمهيد الطريق للوصول لبغيتهم فلا أنالهم الله ذلك …

وماذا تستفيد أمة من شباب تائه لا يصحوا من تيه الا الى تيه أشد …

وايضا لقد علم الأعداء أن الأمم لا تنهض إلا بالعلم فحرصوا على أن يبقى الشباب جاهل خاو من العلم أجوف من كل معرفة متسكع في الطرقات هائم على وجهه ، والجهل هو أول معاول الهدم وأشدها ضررا وفتكا  … 

فقديما قيل ( العلم يرفع بيتا لا عماد له …. والجهل يهدم بيت العز والشرف ) 

فالآباء والأمهات طوال العام الدراسي يحثون أبنائهم وبناتهم على الجد في تحصيل العلوم فإذا ما انتصف العام الدراسي وحلت الاختبارات فاذا بشياطين الإنس والجن يشحذون ههممهم وكل طاقاتهم للنيل من هذه الشريحة الهامة من شرائح المجتمع ويترصدون لها عند ابواب المدارس ودور العلم والمعاهد ليغتنموا بعض أوقات الفراغ لينفثوا سمومهم ويسمموا افكار المراهقين فـ( متى يبلغ البنيان يوما تمامه  … إذا كنت تبني وغيرك يهدم).

لذا على الآباء أولا التنبيه على أبنائهم من عدم الانجرار وراء من يسولون لهم أن بعض هذه الآفات بشتى مسمياتها وأشكالها وألوانها إنما هي مجرد منبهات لكي تجعل الطالب عند تناولها منتبها مستيقظا بحجة استذكار الدروس وزيادة الجهد والوقت فإن الله لم يكلف نفسا فوق طاقتها حتى في العبادة وعلى المربين كذلك أن لا يتوانوا في النصيحة وليضعوا نصب أعينهم أن تربية الأجيال تحتاج إلى رجال مخلصين صادقين أقوياء مؤمنين بقضيتهم  …

ويا أبنائنا احذروا فاننا حريصون عليكم كل الحرص ، كيف لا وأنتم سندنا وعدتنا والمعول عليكم بعد الله سبحانه وتعالى فخذوا قسطكم من الراحة بعد كل استذكار دون اللجوء إلى المنبهات فحري بكم أن تكونوا أكثر يقظة وانتباهاً في أوقات الاختبارات وحضور العقل وراحة النفس …

واعلموا أنكم مستهدفون فكونوا يقظين فطنين ولا يخدعنكم إبليس وجنوده عن غايتكم في خدمة دينكم وأمتكم ، وإياكم ثم إياكم أن تتناولوا المنبهات واحذروا من كلمة التجربة فان كثيراً من الشباب ضاع بسبب تجربة هذه الآفات فالمرة الأولى تعقبها مرات ومرات وفي النهاية يصل الأمر الى الإدمان فالضياع والعياذ بالله وقاكم الله وحفظكم من كل سوء ومكروه …

ويا أيها الآباء شمروا عن سواعد الجد وابذلوا كل جهد فإنكم أمناء على أبنائكم والله سائلكم عنهم لانكم رعاة لهم وهم تحت وصايتكم وقد كلفكم الله بحفظ هذه الأمانه إلى أن تفدوا  الى الله فتردوها سالمة إلى ربها …

ولتعلموا أن هذا الأمر ليس بالهين ولا اليسير ولكن استعينوا بالله واطلبوا العون والمدد منه سبحانه فبدون عونه لن تستطيعوا المضي قدما في أي أمر أردتموه فاستعينوا بربكم بنيات خالصة يمدكم بمدد من عنده ولن يضيع الله جهدكم إن اخلصتم النوايا ….

واعلموا أن الأعداء لا ينامون عنكم فإنهم للشيطان حزب فكونوا أنتم للرحمن حزب فان الله ناصر حزبه هذا وعد الله ولا يخلف الله وعده ….

فاللهم أعنا فبدون عونك نظل حيارى فأرشدنا يارب الى دروب الحق والصلاح وارزقنا سبل الرشاد …

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


إبراهيم يحيى أبو ليلى 

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “همسة في أذن ولي الأمر

ظافر المرامحي أبو هاشم

جزاك الله خيرا أستاذ إبراهيم
وجعل ما خطت أناملك في موازين حسناتك
نحن في الإشراف التربوي نادينا كثيرا بإلغاء اختبارات نهاية الفصل ونهاية العام؛ لما يترتب عليها من مثالب عدة، ولعل أهمها على الإطلاق انحراف من هم في سن المراهقة وسن الزهور، والبديل موجود تقويم الطلاب طيلة العام بأدوات تقويم متنوعة ومنها الاختبارات على أن تكون خلال اليوم الدراسي.

عبدالرحمن كيتا

شكرآ اخي ابراهيم ابوليله على هذا الجهد العظيم وجزاك الله خير الجزاء

ابو عبد العزيز

دائماً متميز يا ابا ليلى شكرًا موضوع في وقته
ينشر وفقك الله ويخلص لك النية نرجو المزيد
من المواضيع التي تلامس هموم الشباب
وفقك الله وسدد خطاك .. تحياتي لك

عبدالكريم السالم

الكاتب المصلح

نريد كتاب بهذا المستوى

جبريل عمر محمد

عدلت ف أمنت ف كتبتا
دائما مبدع اسأل الله لك التوفيق والنجاح والى الامام يا ابو ليلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *