كُتِب على أحد وجهي العملة الأمريكية الدولار هذه العبارة (IN GOD WE TRUST ) أي ( بالإله نثق ) وهم أبعد ما يكونوا عن هذه العبارة وإلا ما معنى أن يقول أحدهم ( نحن قد بلغنا من العلم مرحلة لا نحتاج فيها إلى الله ) غرور في العلم وغرور في الاقتصاد وغرور في السياسة غرور لدرجة الحماقة , وكان من الأجدر بهم أن يكتبوا على العملة حتى يكونوا صادقين نحن نثق بهذا الإله والضمير في أسم الإشارة يعود إلى الدولار ، هم لا يثقون بالإله بقدر ما يثقون بقوة اقتصادهم فلننظر من حولنا ونحاول أن نرفع رؤوسنا لنرى الحقيقة واضحة ، أليسوا يحاولون إستحمار العالم بهذا الدولار أليسوا يمعنون في إذلال أصحاب الضمائر الميتة الذين باعوا دينهم وشرفهم وضمائرهم بهذا الدولار ، هل هؤلاء يثقون بالإله كما يزعمون ، إن الفرد منهم يدخل في دين وعقيدة أول النهار ليخرج إلى غيره في أخر النهار حسبما تتطلب مصلحته المادية ، هم فارغون من الداخل أي روحياً – واحدهم فارغ ٌ كالطبل أجوف – لذلك آمنوا بالمادة واتخذوها رباً وإلهاً من دون الله هم جهٍّال بالإله لا يعرفون الطريق إلى الله (يقول الأستاذ “محمد أسد” :
“إن الأوروبي العادي سواء عليه أكان ديمقراطياً أم فاشياً رأسمالياً أم بلشفياً صانعاً أم مفكراً ، يعرف ديناً إيجابياً واحداً هو التعبد للرقي المادي ، أي الاعتقاد بأن ليس في الحياة هدف آخر سوى جعل هذه الحياة نفسها أيسر فأيسر و كما يقول التعبير الدارج “طليقة من ظلم الطبيعة” إن هياكل هذه الديانة إنما هي المصانع العظيمة ودور السينما والمختبرات الكيماوية وباحات الرقص وأماكن توليد الكهرباء ، وأما كهنة هذه الديانة فهم الصيارفة والمهندسون وكواكب السينما وقادة الصناعات وأبطال الطيران ، وإن النتيجة التي لا مفر منها في هذه الحال هي الكدح لبلوغ القوة والمسرة ، وذلك بخلق جماعات متخاصمة مدججة بالسلاح ومصممة على أن يفني بعضها بعضا” حينما تتصادم مصالحها المتقابلة) .
إذن هم ليسوا صادقين فعلاً في ادعائهم و مقولتهم (بالإله نثق) وهم يقولون إنهم أتباع عيسى عليه السلام ألم يلعن عيسى عليه السلام أجدادهم اليهود الصيارفة المرابين جامعي الأموال ونحن لا نثق حتى في رجال الدين عندهم لأن الله قد فضحهم وكشف خبث سريرتهم حين قال :- بسم الله الرحمن الرحيم () ، وما ذاك إلا لحبهم للمادة التي أشربت فيها قلوبهم كما أشربت من قبل في حب العجل فأصيبوا بعقدة العجل ومن بعد بعقدة البقرة وإلى يوم يبعثون .
هم وجهان لعملة واحدة هؤلاء أتباع عيسى زعموا كذباً وإفكاً وبهتاناً وزوراً ، وأولئك أتباع موسى كذباً وإفكاً وبهتاناً وزوراً ، وأيضاً رجال الدين منهم أو رجال الدنيا لا فرق , بهذا الدولار يؤججون نار الفتن في كل أرض قال تعالى (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) هذه نفسيتهم , وفي كل أرض لهم أتباع وخدم لهذا الدولار والدليل ولو أننا لسنا بحاجة إلى دليل فالذي لا يرى ضوء الشمس ولا يحس بحرارتها فهو ميت الأحياء نعم نقول الدليل هو ما قام به ذلك التافه الأرعن الذي لم يرد الله أن يجعل له حظاً من التوفيق ورجاحة العقل والذي ملأ قلبه الحقد على الإسلام هذا التافه ( زكريا بطرس ) سب وشتم نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه بأبي هو وأمي، خدمة لسادته ولمحاولة النيل من شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولن يستطيعوا حتى لو تقطعت قلوبهم من الحقد فوالله لو تحول الناس جميعاً إلى كناسين ليثروا التراب على السماء فإنما يثيرون التراب على أنفسهم وستبقى السماء هي السماء .
(قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) وبطرس هذا هو من الذين باعوا ضمائرهم وشرفهم بحفنة دولارات وماذا كسب سوى اللعنات الغاديات الرائحات ، كل شيء في الأرض يلعنه وأسياده لأن كل شيء في الأرض يحب محمداً صلى الله عليه وسلم . ( وما فقد الماضون مثل محمدَ … ولا مثله حتى القيامة يفقدُ ) .
وهناك ملايين من أمثال بطرس هذا يقبعون في جحور أسيادهم حتى يأتي دورهم ويلوحون لهم بالدولار فتراهم يخرجون يلهثون ويسيل لعابهم خلف أوراق البنكنوت ليجعلوا من أنفسهم مطية لسادتهم ليستحمروهم فيروا حقدهم وغيظهم محاولة النيل من الأطهار الذين رفع الله شأنهم في الدنيا والآخرة ونالوا رضوان الله .
فاللهم صلى وسلم على سيد ولد آدم محمد الرسول الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن سار على دربه واتبع هداه إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب