يشتكي كثير من الشباب من عدم وجود الفرص الوظيفية المناسبة لتخصصاتهم أو حتى التي تستقطبهم مهما كان نوع العمل، ولعله من المفيد جدًا أن تتخذ الشركات المحلية قراراتها بإستخدام طريقة الدوام المرن، فما هو الدوام المرن Flextime؟
فالدوام المرن هو الإستفادة من توظيف بعض الاشخاص في الأوقات المناسبة لهم حسب أوقات فراغهم، ولهذا يعتبر الدوام المرن من أهم العوامل المفيدة للشركات الكبيرة والصغيرة بحيث تقدم لموظفيها حزمًا متخصصة وجادة بالنسبة للمخصصات المالية والتشجيعية لكسب ولاؤهم وإستمرارهم مع شركاتهم لأطول فترة ممكنة للإستفادة من خبراتهم وتطويرها وتحقيق الكثير من الأرباح من خلالهم نظرًا لما أكتسبوه من مهارات تتعلق بمجال العمل أو أن تستقطب موظفين إضافيين جدد للدوام المرن.
لهذا تلجأ الشركات الحكيمة إلى إستخدام الدوام المرن Flextime للموظفين بحيث يتمكن الموظف من إختيار الوقت المناسب له لممارسة العمل المكلف به سواءً داخل موقع المنظمة الفعلي أو عن بُعد وذلك عن طريق إستخدام الإنترنت أو وسائل التواصل الإجتماعي.
ومع وجود هذه الحزمة من المخصصات المالية وهي الرواتب الدائمة والتي يلزم ربطها بمكافآت مالية وتشجيعية أخرى تتوافق مع نوع العمل ومقدار الوقت المطلوب لإنجازه هناك عدة عوامل يجب على المنظمة مراعاتها عند إعداد مخصصاتها المالية الخاصة بالدوام المرن حيث يلعب التفاوت في أعمار الموظفين وخبراتهم ومهاراتهم وقدراتهم وكفائتهم دورًا كبيرًا في تحديد مقدار المكافآت التي يحصلون عليها والمرونة التي تُعطى لهم في إختيار الأوقات التي يرغبون العمل بها، ولهذا في بعض الأحيان تلجأ الشركات الكبري والصغيرة منها ولخفض المصاريف إلى إستخدام موظفين عبر الدول الأخرى ذات المستوى المعيشي الأقل من بلد الشركة وذلك عن طريق الإنترنت للقيام بالأعمال التي يكلفون بها من داخل منازلهم وبأقل الأسعار وأدنى المخصصات التشجيعية الآخرى وفي أوقات أكثر مرونة من التي تستخدم في دولة الشركة الأم ، ولهذا فقد سهل الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي على الشركات تصميم أوقات عمل أكثر مرونة وأقل تكلفة وأكبر فائدة ماديًا.
ويُعرف الوقت المرن بأنه هو السماح للموظفين بجميع مستوياتهم الإدارية أو المهنية بإختيار الأوقات المناسبة لهم لتأدية أعمالهم المكلفين بها مع بعض القيود التي تتوافق مع طبيعة عمل الشركة وحساسية المهمة المراد إنجازها، وتعتبر ساعات العمل المرنة أحد أهم الأولويات على قائمة الشركات الكبيرة والصغيرة لما لها من تأثير مباشر على زيادة الإنتاجية وفي نفس الوقت خفض التكاليف وزيادة الأرباح حيث لا تتحمل الشركة الكثير من المخصصات المرادفة للرواتب الأساسية مثل مكافآت خارج الدوام، والإكراميات في المناسبات والإجازات وكذلك المميزات الأخرى مثل السكن والمواصلات وغيرها.
وتعتبر ساعات العمل المرنة مفيدة جدًا للمنظمة وكذلك للموظف حيث أن الموظف يمكنه أن يعمل في شركتين أو أكثر في أوقات مختلفة وبكفاءة عالية، أما بالنسبة للشركة فيمكنها الإستفادة من خبرات أكبر عدد من الموظفين وبتكلفة أقل وربحية أكثر.
وهذه الطريقة في إستخدام الدوام المرن وخاصة عن طريق الإنترنت لها فوائدها العامة على المجتمع أيضًا، حيث أنها تقلل من نسبة البطالة، وتخفف من زحمة المواصلات وتحد من إنتشار الأمراض داخل الشركات وتساهم بشكل فعال في تمكين بعض أفراد المجتمع من الإستفادة من أوقاتهم بطريقة فعالة ومربحة وتنمية مهاراتهم أيضًا.
ويدخل في إطار الوقت المرن بعض الأعمال التي لا تحتاج إلى حضور فعلي إلى مقر العمل مثل التصاميم الإلكترونية، مراجعة الميزانيات والحسابات، كتابة التقارير اليومية أو الدورية، إعداد كشوفات الطلبات والمشتروات، المقابلات الشخصية والتوظيف وغيرها من الأعمال ذات الصبغة الإدارية أو الفنية بما يعود على الشركة بالنفع وعلى الموظف بالفائدة وزيادة الدخل.
وتعتبر منصة العمل الحر التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية، ومنصة تسعة أعشار من أهم المنصات التي تمكن رواد الأعمال من تقديم خدماتهم من خلالها وتوفر للشركات خدمات قيمة لبعض الأعمال حيث تربطهم بأصحاب الخبرات من غير أن تتكلف الشركة أي إلتزامات مالية خلاف العمل المتفق عليه.
وعلى الرغم من فعالية الدوام المرن إلا أن الشركات الكبيرة والصغيرة نادرًا ما تسعى إلى إستقطاب موظفين بطريقة الوقت المرن، ربما يعود ذلك إلى عدم القناعة بهذا النوع من التوظيف أو عدم معرفة فوائدة الجمة.
عبدالعزيز بن مبروك الصحفي
مقالات سابقة للكاتب