احتـفالات ..! تهـاني وَ تبريگات ..! رأس السنة ..! العيد الرابع في السنة ..! كـل عام وأنتم بخيـر ..!
ينطبقُ عليهم كلام الله { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ..} ، يسافروا ويحضروا احتفالاتهم ويروْا تبرّج النساء أمامهم ، ويرقصوا معهم ، ويهدوا الهدايا لهم ، وكأنّهم في أمنٍ من مكر الله ، فالمشارك والمتشبّه أعظم إثمًا وذنبًا من المقيمين لها ؛ لأنّه شاركهم وهو يعلم بأنّه حرام عليه الاحتفال استنادًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلّم [ من تشبّه بقوم فهو منهم ] وَ علمُك بالمنكر ومدى خطورته أشدُّ منهم ، فعصيت الله على علمٍ وهم يحتفلون ويعبدون الله على ضلالة وطغيان قد استبق دينهم وَ ديانتهم ..
يعجبُ الجاهل من ردّة العلماء عن حكم مشاركتهم في [ عيد السنة الجديدة ] بأنّه حرام ، فيا جاهلًا هذا ليس كلامهم ، وإنّما كلام خالقك ونبيّك عندما كان في حجة الوداع فنزلت عليه { اليوم أكملتُ لكم دينكم ..] وهو دين الإسلام ، ويتعجّب المجتمع من ردّة الجُهلاء [ تريدوننا أنْ نكون متشدّدين فالتشدّد هو سبب الإرهاب ..] فسحقًا لتربيتهم ولجهلهم ، أَعَدَمُ المشاركة في احتفالاتهم يعتبر تشدّدا في أعينكم ..؟ أَعَدَمُ السفر لبلادهم يُعتبر تشدّدًا في أعينكم ..؟ أتأمنوا من مكر الله ، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ..
يعتقدُ الجُهلاء بأنّ التشبّه يكون في صلاتهم وعبادتهم فنحن نعبد الله ونشاركهم أفراحهم .. تذهبُ وتحتفل وتأتي بالهدايا أليس هذا من مال الله ..؟ تذهب وتحتفل وترسلُ رسائل التهنئة لتشاركهم في دينهم وَ مشاهدة الساقطات أليس من التشبه بهم ..؟ أتصرّفك في الرسائل ومحورها واختيار الكلمات وتنقيتها من قوانينهم أليس امتثالًا لهم ..؟
يهنّؤوك بابتسامة الفيـس ويرسلون عليك رسائل العيد ، وكل عام وأنت بخير ، فاشتغلت مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء المسلمين .. فتعجبُ ما المناسبة لذلك ونحنُ في الواحد والعشرين من ذي ربيع الأول ..!؟ فلم يهنّؤوك بالسنة الهجرية قبل ثلاثة أشهر من الآن ، فهل أصبحنا نجهل حقيقة ومكارم الإسلام بأفعالنا ..؟ أمْ ينطبق علينا قول النبيّ الأميّ [ لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه ] ..
يأخذُنك الحزنُ طويلًا عندما تتفكرُ في أبناء المسلمين ، وتنظر إليهم وهم آخذين راحتهم وفالّين دينهم ، والرقص واللعب مع الوثنة والمجوس ، وعندما تسأله عن تاريخ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم لا يجيبك .. وتحزنُ أكثرًا عندما ترى بأنّ تاريخنا وفتوحاتنا الإسلامية بالتاريخ الهجري الإسلامي وهم لا يضعون له بالًا ، بل يفتخرون حتى في كتاباتهم بالتاريخ الميلادي .. فوصلنا لساحة الفوضى في أمور تربيتنا فلا نعلم ما المهمُّ وما الأهمّ في حياتنا الدنيوية ..
يلقي شياطين الإنس بعضهم لبعض زخرف القول غرورًا ، بأن [ الكاتب ] حجّر عليهم فكرهم وثقافتهم .. أتعدّوها ثقافةً التفاخر بالسنة الميلادية بدلًا من السنة الهجرية ..؟ فقد خابت من ثقافة إن كانت كذلك .. نحاول أن نربّي أبنائنا على الاستمتاع والإدراك بمعرفة الأشهر الحُرُم مثلًا ، وبأهمية التاريخ الهجري ، وَ نضيف لمعلوماتهم التاريخ الميلادي وَ نحدّثها داخل الذاكرة القصيرة المدى ، فثقافتهم تعتمد على معرفة تراث أجيالهم والعمل على مواكبة التطورات التكنولوجيا في أهدافهم التربوية دون معارضة لأهداف التربية الإسلامية ..
يحتاج المجتمع أن يعمل [ فرمتة ] شاملة للمعلومات الديناميكية وربطها بمعلومات العصر الحديث في ضوء مصادر التربية الإسلامية ، فالإسلام هو المحرّك الأساسي لكل فئات وأفكار التربية .. والتساؤل الذي يفرضُ نفسه لماذا لا يهنّؤوك ويشاركوك فرحتك بالسنة الهجرية مثلما تهنّئهم وتشاركهم أفراحهم برسائلك ..؟ هل رضيْنا بأن يكون ديننا في مؤخرة الأديان ..؟
< ومضة > ..
اكسب ثقتهم بثقتك في دينك وعيدك ..!
مقالات سابقة للكاتب