رسالة مفتوحة إلى خالد الفيصل الإنسان الحقيقي والإداري الفذ والشاعر العذب.
من قلب “قديد” جزءٍ الوطنٍ الذي أحببته كما أحَبَّـك! ..
من قلوبٍ أمينةٍ رحومة بسيطةٍ هادئةٍ ذات مبادىءٍ لاتتزحزح !
قديد التي أحبَّت السَّلام وقدَّست الأرض والحياة التي فوقها !
قديد التي كانت ولازالت محضن دفءٍ وحنانٍ وأمانٍ لاينتهي ، ولايُخشى فناؤه!
قديد ، الزراعة والظل والحصاد الوفير، الماء والخضرة ووجه الأمل!
قديد التي تستقبلك واحدًا من أبنائها المحبين في عهد سلمان الحزم والعزم!
قديد التي هجرتها العصافير والمياه! ، وجوّها العليل الذي بات ملوثًا حزينًا بأدخنةٍ جائرة من مصانع ومزارع دواجن أُقحمت بأراضيها من مستثمرين زجّوا بها ظلمًا بلا رحمةٍ لساكنيها ولا خجل وكأن الأرض عجزت عن تقديم مكان يناسب مشاريعهم غير الصالحة لمجاورة الأماكن المأهولة!..
فبحجم الكون الفائق الجمال وبحجم الحُب الذي في الصدور هاهي قديد تمد يدها لك بالحُب وتطمع من محبها أن يسمع ويرى ما تحتاج؛ فليس لها بعد الله إلا مُحب مثلك وأمير مثلك وإنسان مثلك! ..
كانت قديد ولاتزال في نفوسنا رمزًا لحب الوطن في كل الظروف! ..
قديد اليوم تشكو العطش! طرقها تشتاق للأسفلت! باب محكمتها مغلق! سكانها بلا سكن لائق ؛ فهجروها إلى حيث لا عنوان ولا مكان!
تفتقد للخضرة ولون الحياة! تحلم بسدٍّ يعيد لأوصالها الماء؛ والماء سر الحياة! وبحديقةٍ ومخططٍ يجمعنا ويجمع من نحب في المكان والزمان! وتحسين شبكات الاتصالات؛ فلا أجمل من أن تسمع صوت من تحبه وتخاف عليه وهو خارج بلاده في أيِّ حين! ..
ولأن المرأة هي بوصلة الحياة والنصف الحاني فإن فتيات وسيدات قديد يتطلعن بشغف إلى دعم مشاريعهن الصغيرة وتبنّي المواهب وتشجيع الابتكار؛ فمن المؤسسات والأعمال الصغيرة ينمو الاقتصاد ويزدهر فلعلك تفتح آفاقًا للاستثمار في مكان يحفظ لها خصوصيتها ، ومراكزًا أو ناديًا نسائيًا خاصًا يكفل للجميع ممارسة الهوايات والأنشطة النسائية أسوةً بباقي مناطق المملكة! ..
شمس قديد مازالت مشرقة لا نريد أفولها!..
فمتى يعود إلى قديد سرب الطيور الذي يتهادى في زرقة السماء بتناغمٍ ينعش الأنفاس! ..
يا بن الفيصل والفيصل حق، يامن رحت تشدو بحب الوطن فتعلمنا الحُب على يديك وبين يديك فصرنا شعراء بصوتك وإحساسك يا أيها الإنسان:
هذه قديد جاءتك بكلِّها من تراب وطنٍ أحببته وتفانيت وأخلصت ؛ تستقبلك بما يليق بك من حسن الاستقبال وكرم الوفادة ترحب بك ابنًا بارًا ومسؤولًا وأميرًا فأهلًا بك في حضن قديد، وقلب قديد التي لن تنسى الفضل؛ فالفضل لايأتي إلا من أهله وأنت من أهله، أهلاً بك دائمًا وأبدًا سلمت ودمت خالدًا!
اغرس نبتة؛ لتدوم لقديد السعادة!
زينب الجغثمي
مقالات سابقة للكاتب