لا أعرف كيف أبدأ !! ماذا سأكتب ؟ كيف سأعبر …
فخواطري مبعثرة ، نصف حروفي يحتضر والنصف الآخر ينتظر ..
ففي كل ليلة أفتح مذكرتي أجد أحرفي مصطفة أمامي ، وكل حرف يتمنى أن يشيع جثمانه قبل الآخر ..
فالأحرف مرآة الحدث ، والحدث كالتالي :
لم نعد نغرس إلا الشوك ..
ولم نعد نتفنن إلا في رسم الموت مبتسماً بأجمل الأفكار ..
ولم نعد نكتب سوى الكلمات القاسية (صكوك ، شبوك ، قصة السيد الصعلوك …. إلخ
ولكن هناك شخص لا أعرف رقم هاتفه ، وقد بدأت أنسى ملامح شكله ..
ولكنني لم ولن أتناسى أفعاله التي أشعلت البهجة في صدري فاستنارت أحرفي ، وابتسمت كلماتي …
هذا المعطاء هو الحدث ، فهنيئاً لأحرفي المرتبكة شوقاً وفرحاً بك ..
هذا المعطاء يغرس الخير في شتى الأمصار ، وعند جني الثمار يتوارى عن الأنظار ..
فهو برواز لصورة الخير ، و يسعى لأهل قبيلته الصغير منهم والكبير …
ففي كل سماء نجوم تسطع ، فتتزين بها السماء ، وها هو يزين فضاءنا بأفعاله ويتفنن فيه ..
يتفنن فيه بجهده ، بفكره ، بعلاقاته ، بماله ، بكل ما تجود به نفسه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) ..
البعض منا يراها كماليات ، والبعض الآخر يقول بأنه واجب .
لنستوعب هذا المجهود نضع نصب أعيننا حياته الخاصه ، وازدواجية أدوار العمل وصعوبتها ثم …
سل نفسك : هل كل من نال هذه المناصب قام بخدمتنا ، أو حتى بالإلتفات إلى مطالبنا ؟ ..
سل نفسك : عن أي شيء من حولك لامست فيه نوعاً من النمو .. فستجد أن هذا الشخص هو أول المقدمين ، إن لم يكن أول الداعمين ….
سل نفسك : هل طلبت من هذا المعطاء خدمة ولم يلبها لك ؟ .. وإن لم يحن الوقت ويقدم يد العون لك فأنا على يقين بأنه قد قدمها لأحد أحبائك …
فالعطاء لهذا النوع من الناس هي ” أجمل غيبوبة مزمنة ” ممكن أن تقرأ عنها أو تراها في حياتك ..
يا من لهم فضل علينا سابق ** شكراً لكم حق علينا واجب
يقال للشخص نصيب من اسمه ، ولكني أقول لاسمك منك نصيب :
( خالد عطالله الصحفي ) … مدير بنك الراجحي بخليص وعضو المجلس البلدي السابق ..
فأنت خلدت ذكرك الطيب في قلوبنا ، وجعلته منهاجاً اتبعه أقرب الناس لك ..
صحيح أني لم أعرف كيف أبدأ ، فقد بدت كلماتي ثائرة مبهمة ، ولكنك حتماً روضتها وطوعتها ، لذا سأختمها بأعطر ما يقال .. فحق لأمثالكم أن نرد لهم الدين بما نستطيع ….
( اللهم ارحم أبواه واغفر لهما ، اللهم اجعلهم في بطون القبر آمنين ، وعند قيام الأشهاد آمنين ، ولفسيح جنانك ساكنين ) .
مشهور عبدالعزيز الصحفي
مقالات سابقة للكاتب