نعم نريد حظا .. نعم نريد توفيقا.. نعم نحن أبناء هذه المحافظة ، نريد دعوةً مستجابة.
فكلما وجدنا ضالتنا سرعان ماتتوارى ، وكلما ظهرت الشمس حجبتها الغيوم ، وكلما انهمر الغيث تقاذفته الرياح إلى مكانٍ سحيق ..
نعم نُقر ونعترف ونبصم بالإباهم والخنصر والبنصر ، بأن حظنا قدر مكتوب .. وإن استمرار من تبنى تحقيق آمالنا.. حلم مسكوب ، وكتاب مقلوب ..
رحمك الله م. عبدالله .. رحمك الله أبا أحمد .. رحمةً تُسكنك فسيح جناته .. وغفر لك مغفرةً توردك الحوض المورود
فقد كان مرورك على المحافظة يختلف عن أي مرور
وكان إخلاصك يملأ الأفق ، ويبصره الأعمى ، ويعلمه الجاحد ، ويسمع به من كان في أذنه صممُ ..
نعم لقد تركت أثراً سيحفظه التاريخ بإسمك ورسمك وبصمة أناملك
لقد عملت بيقين ، وأنجزت في صمت وطموحك يعانق عنان السماء .. وإنجازك زاد المحافظة رونقا وبهاء ..وكان حلمك الإرتقاء والبذل والعطاء..
لكنك رحلت قبل أن تكتمل الرحلة وقبل أن يكتمل نظم أبيات القصيدة ، وقبل أن نشدو بألحان التميز وموال الإبداع ..
رحلت أيها المخلص وتركتنا في منتصف الطريق
تركت لنا الحيرة وألم الفراق وذهول الفاجعة
لكننا نؤمن بقضاء الله وقدره ، ونعترف بما تركت لنا من توجيه وفكرٍ ويقين ، بأن العمل مرده للمحافظة وأن النجاح يكون بإسم المحافظة وأن لوحة الشرف تُكتب بأسماء أبناء المحافظة ..
تعلمنا منك أيها المخلص بأن نكون صفا واحدا وأن نكون يدا بيد نبني حضارة هذه المحافظة وازدهارها ورقيها.
تعلمنا أن نبتعد عن المخاصصة والعمل وسط الإنفاق المظلمة ونحذر السير على جسور الضغاين وسراديب الظلام ..
تعلمنا أن نضمد جراحنا وأن نلملم بقايا الذكريات ، وأن نجمع شتات حروفنا المبعثرة
ونُصيغُها في كلمة واحدة … مفادُها ( نُريدُ حظاً )
قال الشاعر.
بعض البشر للجرح بلسم وتضميد
وبعض البشر للقلب هو مصدر الجرح
ناسٍ تجيب العيد. وناسٍ كما العيد
العيد واحد لكن الفرق بالشرح
نعم ندعو الله عز وجل أن يمنحنا المخلصين أمثالك وأن يُهيئ لنا من يُلبي طموحنا ويحقق آمالنا
نريد توفيقاً وهدايةً تجعلنا عونا وسندا
للمسؤولين في المحافظة نعينهم على أداء واجباتهم.
ونسخر مطالبنا وطلباتنا للصالح العام
بعيدا عن المصالح الشخصية وبعيدا عن الفكر المحدود والرأي المسدود
ولنترك للأجيال القادمة صورة ناصعة البياض من القيم والمبادئ وسمو الأخلاق ، فحتما سيكون لهم شأن ، وحتما سيكونون قادة العمل والفكر والتطوير والبناء
فإذا أردنا لهم حياةً هانئة ومستقبلاً مشرقاً
فلنفتح لهم في قلوبنا مجرى لنهرٍ من التسامح.
مقالات سابقة للكاتب