تأثير جائحة كورونا على الأطفال

تعد مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل المهمة في تكوين وبناء شخصية الطفل، كما أنها تُساهم في نمو جميع الجوانب النمائية مثل النمو الاجتماعي، والأخلاقي، والعقلي، واللغوي. فهي تعد اللبنة الأساسية لمراحل الحياة المستقبلية، وبالتالي يجب أن تُرعى ميول ورغبات الطفل؛ بهدف تحقيق النمو الشامل والمتكامل. ولكن في ظل جائحة كورونا أشارت العديد من الأبحاث العلمية تأثير جائحة كورونا على الأطفال من الناحية الاجتماعية، والناحية النفسية، والناحية التعليمية، ولقد أثر تفشي فايروس كورونا على الأطفال بشكل سلبي أكثر بكثير مما هو متوقع خصوصا بعد إغلاق الروضات، ومراكز مقدمي الرعاية للأطفال، ومنع الزيارات والحرص على تطبيق التباعد الاجتماعي. في الحقيقة هذا الأمر يجعل الطفل يواجه مشاكل متعددة في الوقت الحالي وفي المستقبل من عدة جوانب مختلفة منها: اجتماعية ونفسية وتعليمية.

علاوة على ما ذكر فقد أشارت دراسة جوزه (2021) بإن إجراءات الحجر المنزلي ساهمت في حرمان الأطفال من بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية الداعمة لهم في هذا الظرف، بالخصوص مع زملائهم وأصدقائهم، وأشارت إلى أن هذا الأمر يساهم في تأخير نموهم الاجتماعي في المستقبل. وأشارت دراسة أبو سنة (2021) التي تهدف إلى التعرف على مستوى التماس الطفل السعودي للمعلومات من الاعلام التقليدي والرقمي عن جائحة فايروس كورونا المستجد ورصد تأثيرات هذا الالتماس وعلاقته بإدراكهم لهذه الجائحة.  وأظهرت النتائج أن الطفل السعودي يشعر بالخوف والقلق من الإصابة في فيروس كورونا، مما أثر على نفسيته. كما أظهرت دراسة العنزي (2021) أن خلال جائحة كورونا حدث الانقطاع الأكبر للتعليم، وتسبب ذلك في ضرر كبير للعديد من الأطفال في حوالي أكثر من 195 دولة في أنحاء العالم، كما أكدت على أن التعليم عن بعد لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج مماثلة للتعليم الذي يتم داخل المدارس.

ومن أجل تحقيق النمو الشامل للطفل وتخفيف أثر جائحة كورونا عليه يجب أن نشجع الطفل على ممارسة اللعب الذي يحقق له النمو الاجتماعي والاستقلالية والكفاءة الذاتية بشكل كبير. لذلك تعتبر ممارسة اللعب متنفس فعّال في ظل جائحة كورونا، كما للعب دور قوي في مساعدة الطفل للتخلص من المخاوف والتأثيرات التي تسببها جائحة كورونا له. وقد ذكر العناني (2014) أن للعب أهمية بالغة للطفل، ومنها:

  • إشعار الطفل بالمتعة والبهجة والسرور.
  • ترويض الجسم وتمرين العضلات.
  • تشويق الطفل وتنمية استعداده للتعلم
  • بناء شخصية الطفل من جميع النواحي.
  • مساعدة الطفل على فهم ذاته وتقبل الآخرين ومعرفة العالم المحيط به.
  • إعداد الطفل للحياة المستقبلية.
  • المساهمة في تعليم الطفل المهارات الاجتماعية.
  • مساعدة الطفل على تعلم المواد الدراسية.
  • التخلص من التوتر والانفعالات الضارة ومن الطاقة الزائدة.
  • إشباع حاجات الطفل بطريقة مقبولة اجتماعيا.

من الجدير بالاهتمام، يعد ممارسة اللعب والنشاط البدني وسيلة رائدة ومهمة في دعم نمو الأطفال ومساعدتهم على بناء شخصية متكاملة واكتشاف البيئة من حولهم وتخفيف أثر الجائحة عليهم. فاللعب يساهم في نمو الأطفال من جوانب متعددة، منها نمو الجانب اللغوي، والمعرفي، والاجتماعي، والانفعالي، والجسمي. كما له دور فعال في إعطاء الطفل فرصة ليدرك العالم الذي يعيش فيه ويطور من نفسه.

نهلى موسى العنزي

للتواصل: تويتر @Nahla_aled

المراجع:

العناني، حنان. (2014). اللعب عند الأطفال الأسس النظرية والتطبيقية. دار الفكر ناشرون وموزعون.

أبو سنة، نوره. (2021). التماس الطفل السعودي المعلومات من الاعلام التقليدي والرقمي عن جائحة فيروس كورونا المستجد وإدراكهم لها. الدوريات المصرية، 74 (291-346)، مقال 6. https://journals.ekb.eg/article_154463.html

العنزي، عبيد. (2021). استراتيجية القيادة التربوية في ظل جائحة كورونا (COVID-19) في المملكة العربية السعودية. مجلة كلية التربية، 37 (5)، 396-376. https://mfes.journals.ekb.eg/article_173789.html

جوزه، عبدالله. (2021). العنف ضد الأطفال في زمن جائحة كورونا (كوفيد 19 المستجد) والإغلاق الشامل. مجلة القياس والدراسات النفسية، 1(3)، 107-64. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/162510

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “تأثير جائحة كورونا على الأطفال

عبير

مقال رائع استمتعت في قراءة السطور، وفعلًا موضوع يلامس الواقع الحالي لأطفالنا في ظل جائحة كورونا.
كرمًا تزويدنا برقم للتواصل أو إيميل.

أحمد مهنا الصحفي / أم الجرم

لانزال بحاجة إلى وعي بأهمية الثقافة التي تستند إلى مرجعية علمية ، وإلو شمولية في فهم الواقع المستجد كل حين ومن ثم استيعاب متطلباته سريعا والتعامل معها بذكاء ، وتوفير البدائل وقبولها ، فما فعلته الوزارة من التعليم عن بعد كان شيئا مميزا ، لكن المنفذين ومن عناهم الأمر من أولياء الأمور لم يكونوا جميعا متفاعلين بالصورة الكافية، وكذلك بقية أمور الحياة ينبغي أن يكون المجتمع أكثر وعيا وتفاعلا بإيجابية مع مستجداتها وقبولا للبدائل والمتغيرات ، وسيكون المقبل كثير التغير ومزحوما بما نحب ومالا نحب من جديده ، وتبقى تصرفاتنا سر سير حياتنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *