ناقدون … ولكن

أصبحنا نعيش حالة من التناقض الغريب لفن جميل يعتبر مرآة الفنون بأنواعها والأعمال بأشكالها ومع هذا كله منا من جعل للنقد تعريف جديد فكل من يخالفه الرأي هو جاهل وصاحب وجهة نظر فاشلة لا تستحق حتى الإستماع يُقِاطع حديثه قبل أن يكمل وتُعاتب قبل أن  تُفهم ويرسم لها خيال قبل أن تكتمل تلك الصورة.



أستغرب من أناس همهم الوحيد من حديثهم المجادلة وفرد العضلات دون أن يتعب نفسه حتى في التفكير فيما يقول , ولا كيف يقول , ولا يهذب ما يقول..

هل الهدف من النقد تهميش الآخر أم أن الهدف التوضيح و إظهار الحقائق و الوصول إلى الصواب وتصويب المشهد .



أصبحنا نعاني من تهميش بعضنا البعض بصورة غير صحية للحوار أو النقد…

نعم الأفكار تحتمل الصواب والخطأ ولكن لا تحتمل التهميش ..

لا تُشخصن الحوار والأفكار فتقبل من هذا وتنكر على ذاك بحكم العلاقة أو المصلحة فهذا دليل سطحية الفكر ، فمن السهل الجدال والأسهل منه رفع الصوت والتمسك بالخطأ.



دعونا نتفق أن نجعل لمجالسنا و لنقاشنا هدف ، و لحوارنا غاية ، و لنقدنا مبدأ ..

فرأيي بجانب رأيك لا يهمشه ، بل يجمله بعمق معرفة أو واقع تجربة لا لمجرد الاختلاف والغاء الآخر.



يقول الإمام الشافعي : ” رأيي صواب يحتمل الخطأ .. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب” …

 

خالد رجاح المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “ناقدون … ولكن

السحاب

متى ماوصلنا إلى الحوار الهادف الذي يحترم فيه الرأي والرأي الآخر نكون مجتمع راقي
شكرا خالد ع هذا الطرح الأكثر من رائع

ابو مشاري

لا جديد أخي خالد
دائما متميز في طرحك
إضافة إلى ما ذكرت ليس كل من ينتقدك يكرهك
ويكون الانتقاد إيجابي متى ماكان هدفه المصلحة والفائدة وهذا مانبحث عنه في مجتمعنا

حسن المرامحي

في أغلب الحوارات الصوت العالي والحدة وفرض الرأي بغض النظر عن مدى صحته و واقعيته هي من يسيطر على نقاشاتنا علاوة على المحاربة الفكرية بيننا والتي تكون مبنية على نقاشات سابقة تم الاختلاف حولها من زاوية وأخرى.

شكرا” أبو ريتاج

المخلص

مقال جميل ورائع اخي خالد
نعم هناك من ينتقد وربما ينسى انتقاده بعد ايام
ومنهم من يحتاج للسلوك التوكيدي

فواز الحربي

مبدع كالعادة..
موضوع رائع وطرح أروع
ننتظر القادم…

سارة الصحفي

موضوع … لامس واقعًا ظاهره المثالية وباطنه علو الأنا
الكثير يغني بالحوار … ويؤكد على تقبل الرأي والرأي الآخر
وحين يمسهم الامر .. يحور ويتحول ويصبح أمر
وينسى أن من استبد برأيه هلك ، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها .
نحتاج لوقت حتى يفهم ويدرك معنى (أسمعني)
وحتى نقطع شوطا ونساند الأجيال القادمة على تخطي ما وقع فيه مجتمعنا
علينا عقد الكثير من الجلسات الحوارية لأبناءنا وبناتنا
وتدريبهم على مهارات وآداب الحوار
وطرح مواضيع مجتمعية واقعية تحتاج لحل ..
ومناقشتها مع ذي لب حكيم ليسمع من أجيالنا وليتدرب ابناءنا على كيفية تقبل الرأي الاخر
شكرًا … لكل أسرة سمعت وأنصتت وحاورت صوت أبناءها

برنسيسه

ابداع استاذي
واقع مؤلم تقدم بنا العلم ولكن مازال هناك من يجهلون ثقافة الحوار التي تبين رقي الفرد ومدى تقدمه الا انه مازال الكثير متأخرين وهمجيون فالحوار وكانك داخل معه في ملاكمه اما ان يكون هو الرابح او لا ..فالنكن ارقى بحوارنا فتعنت بالرأي اكبر الاخطا التي تقف عائق لتقدمنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *