أصبحنا نعيش حالة من التناقض الغريب لفن جميل يعتبر مرآة الفنون بأنواعها والأعمال بأشكالها ومع هذا كله منا من جعل للنقد تعريف جديد فكل من يخالفه الرأي هو جاهل وصاحب وجهة نظر فاشلة لا تستحق حتى الإستماع يُقِاطع حديثه قبل أن يكمل وتُعاتب قبل أن تُفهم ويرسم لها خيال قبل أن تكتمل تلك الصورة.
أستغرب من أناس همهم الوحيد من حديثهم المجادلة وفرد العضلات دون أن يتعب نفسه حتى في التفكير فيما يقول , ولا كيف يقول , ولا يهذب ما يقول..
هل الهدف من النقد تهميش الآخر أم أن الهدف التوضيح و إظهار الحقائق و الوصول إلى الصواب وتصويب المشهد .
أصبحنا نعاني من تهميش بعضنا البعض بصورة غير صحية للحوار أو النقد…
نعم الأفكار تحتمل الصواب والخطأ ولكن لا تحتمل التهميش ..
لا تُشخصن الحوار والأفكار فتقبل من هذا وتنكر على ذاك بحكم العلاقة أو المصلحة فهذا دليل سطحية الفكر ، فمن السهل الجدال والأسهل منه رفع الصوت والتمسك بالخطأ.
دعونا نتفق أن نجعل لمجالسنا و لنقاشنا هدف ، و لحوارنا غاية ، و لنقدنا مبدأ ..
فرأيي بجانب رأيك لا يهمشه ، بل يجمله بعمق معرفة أو واقع تجربة لا لمجرد الاختلاف والغاء الآخر.
يقول الإمام الشافعي : ” رأيي صواب يحتمل الخطأ .. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب” …
خالد رجاح المرامحي
مقالات سابقة للكاتب