أنت لا يكفيك الأسى ولا الأحزان ولا العزاء!.. أنت لا يكفيك الألم ولا الدموع ولا البكاء. أنتت فقط يكفيك الدعاء. ثم الدعاء.
رحمك ﺍﻟﻠﻪ أبا عبدالمغني رحمةً تملأ الأرض والسماء.. رحمك راحم الأموات ذو الفضل مجيب الدعوات وغفر لك وأسكنك الفردوس وأورثك الجنات.
رحمك ﺍﻟﻠﻪ أيها المجد العتيد والعقد الفريد فقد كنت السيد وكنت العميد، وكنت للمحافظة الرجل الرشيد
وكنت القائد التليد.
زرعت فينا الأمل والتفاؤل حتى أينع بستانك
للحاضر والمستقبل البعيد.. نشأت وحيدًا يتيما لاسندًا ولا معينًا..
لكن فضل ﺍﻟﻠﻪ كان عليك عظيمًا إذ هداك إلى طريق العلم والمعرفة فسرت سيرا حثيثا حتى أتممت تكوين الذات وتحقيق الأهداف.
ثم أبدل ﺍﻟﻠﻪ وحدتك إلى أسرة متكاملة من الأبناء والبنات والأحفاد، بارك ﺍﻟﻠﻪ فيهم ومنّ عليهم بفضله وجعلهم ذخرا لوطنهم ومجتمعهم.
ثم منً ﺍﻟﻠﻪ عليك برزقه سبحانه فأبدل عوزك وفقرك رغدا وعزة وهناء.
لقد عشت شامخاً وأقعدك المرض شامخا.
ومت كما تموت الأشجار واقفا شامخا.
هامةً وقامة ورواية عشق حزينة.
كتبها التاريخ على صدره وعلى جبينه.
كيف لا وأنت أول من بنى للمحافظة أسوار المدينة. أنت من بدّل حياتنا الحزينة.. أنت من جعل لمدن وأحياء المحافظة مجدا وقيمة.. أنت من كتب النَص
وأجاد إخراجه وتدوينه..
أنت من أسس واعتمد مخططات المحافظة في الدف وفي العزيزية وفي غران.
أنت من فتح الشوارع والطرقات.. أنتمن نبذ الشتات. ونقل قُرى المحافظة من السهول والوديان إلى أرض البناء والثبات.. أنت من جعل الصحاري خضرة ونبات.. وعندما فاض الغمام وترأست بلدية الكامل ومن بعدها الجموم.. هناك انجلت النجوم، واكتمل ضياء البدر وانبرت الهموم.. هناك الإنجازات والتاريخ والشواهد مازالت تذكرك وتبكيك وتسأل عنك الاطلال والغيوم.
عملت بإخلاص وصمت لم يسبق أن تفاخرت أو تعاليت أو تكلمت لم تطلب تسمية الشوارع باسمك
وأنت الذي أسست وكتبت وسميت لم ترسم صورتك في الميادين وأنت الذي رسمت.. لكنك نقشت اسمك في قلوبنا وفي الصخر وفي العلن والصمت.. نقشت اسمك على الماء وفي الهواء وفي السماء وعلى صدور اليتامى وأعين الفقراء.. فمعذرةً أيها الفقيد فلم نوفيك قدرك ولم نُقِم لك المناسبات ولم ننظم لك القصائد والأبيات.. لم نقدم لك الهدايا ولم ننشدك أنغام الحدايا
معذرةً فإن الحروف تحطمت خلف أعتاب المرايا.
معذرةً أيها الفقيد.. فلم نقدم لك كلمة ذكر.. ولم نكتب لك خطاب شكر.. لقد خانتنا الذاكرة وخدعنا الفكر.. اعذرنا. لقد نسينا.. أو تناسينا.. أو أُجبرنا على النسيان.. فقد مرّ على المحافظة أمثالك عظماء.. تركوا أعمالاً جليلة ومواقفًا نبيلة.. لكننا نسينا فضلهم وتجاهلنا الفضيلة..
معذرةً.. علنا نستيقظ يوما ونفيق.. وقد نعود إلى وسط الطريق.. وحتما ستعود بنا الذاكرة ونهديكم جميعا مجدا وعزا وشرفا يليق..
اعذرنا أيها الغالي الفقيد.. فأنت قصةُ نجاح أنت مشروعُ كفاح أنت كتابٌ يستحق القراءة كل صباح.
*******************
مناشدة إلى بلدية خليص:
احفظوا لعظماء هذه المحافظة جهودهم.. وثّقوا أعمالهم وانجازاتهم.. أنزلوا الناس منازلهم ثم احفظوا لهذا الغالي إنجازاته..
اطلقوا اسمه على أحد الشوارع أو أحد الميادين..
اكتبوا أسماء كل المخلصين على الحاجب وعلى الجبين.
سعيد عناية الله الصحفي
مقالات سابقة للكاتب