(إنه صَدْعٌ لا يُرْأَب)
وإن وصفت مشاعرالوداع بالبرود ، لكن لها صليا بين الأضلع لايطفئه همال الدموع !
وما أشده حينما تبدأ ملامحه حول عزيز هو صنو أعز الناس عندك وأعزهم عنده ، شقيقة لأمك أو شقيق ، ارتبطا بها حتى في الخلقة ! ونلت من حميم ودهما ما شابه ودها ، وكم عشت لذة حبك لهم، ووجدت من غيابك عنهم لفترة قصيرة تستطيل أيامها كطول أيام تنتظر انقضاءها لتلقاهم !
– تحوم حولهم رواحل السفر ولفرط أملك تصغي حتى إلى حفيف الشجر وصرير الرياح ولسان حالك يقول لعله خبر يسعدني عنهم ، فما بلغك من المصادر المؤكدة يزيد اصطلاء أضلعك ، إذ تشعر بأن الفراق قد ركض بساقيه على النطع وسط الهودج ، ومسك بالزمام ورمى بناظريه بعيدا .
والأمل وإن قيل أنه سعة وفضاء ويجعل في الحياة فسحة ولذة إلا أنه خطير ، خاصة عندما تقطعه هواذم اللذات !
تكون في أمل أن تتحسن حال حميمك لتلقاه أو حتى لتزوره فقط ، ثم يفاجئك جوالك برنة تتعثر مع سماعك لها نبضات قلبك ، شعور لا تعلم له تفسيرا ، سوى تخمينات وصف نادر !
فتعلم اليقين … قد رحل وانقطع الأمل الذي عشت معه المد والجزر زمنا لايقاس طوله بعدّ الأيام إنما بتسلسل كثرة أحداثه ، وتنبعث المشاعر من ذلك المستقر حرا من شدة برودتها ! لتحمرّ منه عيناك ممطرة محياك بملوحتها وتكاد تنعكس منه أنفاسك ، فلا تجد مواسيا ومعينا على الموقف هذا أعظم من أن تقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
مقالات سابقة للكاتب