وقائع من الواقع (٩)

(إنه صَدْعٌ لا يُرْأَب)

وإن وصفت مشاعرالوداع بالبرود ، لكن لها صليا بين الأضلع لايطفئه همال الدموع !

وما أشده حينما تبدأ ملامحه حول عزيز هو صنو أعز الناس عندك وأعزهم عنده ، شقيقة لأمك أو شقيق ، ارتبطا بها حتى في الخلقة ! ونلت من حميم ودهما ما شابه ودها ، وكم عشت لذة حبك لهم، ووجدت من غيابك عنهم لفترة قصيرة تستطيل أيامها كطول أيام تنتظر انقضاءها لتلقاهم !

– تحوم حولهم رواحل السفر ولفرط أملك تصغي حتى إلى حفيف الشجر وصرير الرياح ولسان حالك يقول لعله خبر يسعدني عنهم ، فما بلغك من المصادر المؤكدة يزيد اصطلاء أضلعك ، إذ تشعر بأن الفراق قد ركض بساقيه على النطع وسط الهودج ، ومسك بالزمام ورمى بناظريه بعيدا .

والأمل وإن قيل أنه سعة وفضاء ويجعل في الحياة فسحة ولذة إلا أنه خطير ، خاصة عندما تقطعه هواذم اللذات !

تكون في أمل أن تتحسن حال حميمك لتلقاه أو حتى لتزوره فقط ، ثم يفاجئك جوالك برنة تتعثر مع سماعك لها نبضات قلبك ، شعور لا تعلم له تفسيرا ، سوى تخمينات وصف نادر !

فتعلم اليقين … قد رحل وانقطع الأمل الذي عشت معه المد والجزر زمنا لايقاس طوله بعدّ الأيام إنما بتسلسل كثرة أحداثه ، وتنبعث المشاعر من ذلك المستقر حرا من شدة برودتها ! لتحمرّ منه عيناك ممطرة محياك بملوحتها وتكاد تنعكس منه أنفاسك ، فلا تجد مواسيا ومعينا على الموقف هذا أعظم من أن تقول ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “وقائع من الواقع (٩)

سليمان مُسلِم البلادي

من أجمل ما كُتِبَ عن مشاعر الفراق والوداع.

أبو معاذ

غفر الله لهم ولموتى المسلمين وجمعنا بمن
باعدنا الموت عنهم في الدنيا في دار الجنان والأمان

أم حاتم

وصف بليغ لمشاعر صادقة . وانا لفراقها لمحزنون ولا نقول الا مايرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون .

وارد ابن شاكر الصحفي

قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
عظم الله اجركم اخي احمد واحسن الله عزاكم ورحم الله فقيدتكم واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وجزاك الله خير

فهد الصحفي

كتب الله اجرك ، عبرت عن شعور كل من فقد حبيب ، الفراق مصيبة والعزاء لقاء لا فراق بعده اسأل ان يجمعنا بمن نحب برحمته في دار لا كدر فيها ولا نكد
اسأل الله الرحمة لمن غادرنا وفقدناه ولنا صلاح العمل وحسن الخاتمة

غير معروف

مبدع في كل حالاتك استاذنا ….

ليس أبلغ من دموع حرف تحمل عن صاحبها بعض حزنه حينما يشتد المصاب ولايكفي قلبه ويواسيه دمع عين ولا آهات روح .

علي الصحفي

عزاؤنا في من فقدنا أن هناك لقاء سيجمعنا بإذن الله في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر

فعظم الله اجركم واحسن الله عزاءكم في من فقدتم
ونسأل الله أن يرحمنا برحمته الواسعة إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
ونسأله سبحانه أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين وأن يسكنهم فسيح جناته

الحربية

وصفت وأتقنت بإبداع .. رحم الله جميع موتانا وموتى المسلمين وجزاك الله خيرا

غير معروف

ليس بعد فراق الموت آلم اكبر منه أو اعمق من جرحه .
لكنها الحياة ومسيرت الكون الذي جعلها الله سنة له .
عظم الله اجركم وغفر الله لموتانا وموتاكم . وجمعنا سويا في مستقر رحمته جنات النعيم .

صاحبة السمو

كلماتك هي المشاعر وصلت إلى أعماقنا ولامستها ووصفتها
ماأجمل حرفك أستاذنا الفاضل
كتب الله لكم الأجر وغفر الله لمن فقدناهم

غير معروف

أشكركم جميعا ، سعدت بكم وبكلماتكم القيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *