نعم الله لا تعد ولا تحصى واقعاً ملموساً وليس قولاً منظوماً ..
ألا وإن من أعظم النعم نعمتا الدين والعقل .. فالدين يقودنا للعمل الذي يحفظ لنا حق البقاء الأمثل ، ومجتمع بلا دين كمركب بلا قائد ، أما العقل الذي مُيزنا الله به عن سائر الكائنات فأصبحنا ندرك به الخير من الشر ، والنافع من الضار ، ولمن لم يدرك فضل هذه النعمة فلينظر إلى من فقدها كالمجنون .. فالحمد لله على وافر نعمه ونسأله أن تكون نعم سائقة لنا إلى شكره وحسن عبادته .
ومع لحظات الإستراحة تحت ظل الشجرة التي تضمنا جميعاً يستطيب للفكر النظر في الأحوال والتفكر في المآل ، ونتأمل كيف يدخل عاقل ينعم بدين الله في ملكوته ويمسك بمفتاح الشرور ليدخل مع بوابة المهالك ..
أليس بسببها سفكت الدماء المعصومة وانتهكت الأعراض المصونة ؟! ..
أليس بسببها أتلفت طاقات العقلية وأشقت السعيد وأذلت العزيز وفرقت بين القريب والحبيب ؟! ..
أحبابي لا أتكلم عن غريب ولكن أستجلب عقولكم معي للتفكير ، فالإجابة قبل سؤالي هي موجودة عندكم ، بل كلنا لا نريد تذكرها لأننا نحمل من كلمة المخدرات قصص تكفي عن المواعظ ، ولا يخفى على ذي اللب أنها إهلاك له ولمجتمعه .. إهلاك لدينه وإهلاك لأخلاقه فالكل يعي أضرارها ووجوب تجنبها على اختلاف الأديان والمجتمعات .
أحبتي ومن استوطن مجتمعي .. قبل أن تغرق سفينتنا وتفقد عقول بناة مستقبلها ونفقد مكتسباتها .. لنعمل معاً للحفاظ على عقولنا التي هي نور يهدينا إلى محاسن الأقوال والأفعال ، وتمنع خطر غرق سفينتنا ـ وطننا ـ فالسفينة لا تسير إلا بقيادة العقلاء ولا تنجو من العواصف إلا بجهود الأصحاء المخلصين أمثالكم ..
رأيـتُ الـعـقـلَ نوعين ** فـمـطبـوعٌ ومسمـوعٌ
ولا يـنـفـع المـسـمـوعُ ** إذا لـم يـك مـطـبــوعُ
كما لا تنفع الشمس ** وضـوءُ الـعـينِ ممـنـوعُ
نقطة تحت السطر ..
برنامج الوقاية المجتمعية الذي ينفذ يوما الخميس والجمعة بشعار “لا تجربها فأنت غالي عندنا” ، تؤكد أن سفينتنا يقودها ربانها بقاعدة لا نجاة لمجتمع إلا بالعمل بمنهج خيرية هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فشكراً لولاة أمورنا على الرعاية الكريمة لمثل هذه البرامج ، وشكراً للرجال المنفذين للبرنامج على جهودهم ، وأهلاً بهم في محافظة خليص.
عبدالرحيم نافع الصبحي
مقالات سابقة للكاتب