قِفْ بالعشائرِ وانفِرْ نَخوةَ العربِ
أين الخُيولُ وأينَ المجدُ بالكُتبِ ؟
********
أين الضياغمُ من معْدٍ وإِخوتِهم
أينَ المفقّرُ ، هل أَضحى من الخَشبِ
********
أينَ المنابرُ تَدعو وهي باسقةٌ
تُذكي الحَماسة بالأَشعارِ والخُطبِ
********
أينَ الكرامةُ في أَخبارِ من سَلفوا
هلْ زَوْرُوا النَّقلَ أم صَاغوهُ بالكَذبِ
********
ماذا سأَكتبُ والأوراقُ عاصفةٌ
تَقاطعَ الخَوفُ والأَفكارُ في عَتبي
********
أَرى المَيامينَ غَابُوا لاحَياة لَهمْ
واسْتَثْمَرَ الجِيلُ في “عُكَّازة التَّعبِ”
********
كُلٌ يقولُ : ” أبيْ ” ، فِيما ينَاسِبهُ
لاخيرَ فيمَن يقولُ : ذا بلاءُ أَبي
********
ولوحَجبتَ كِناهم عِنْدها بَرزتْ
مَعادنُ الناسِ من صِفْرٍ ومن ذهَبِ
********
عَباءَةَ الخَوفِ لم يْلبَسها من ذَهَبوا
قِفْ بالرؤوس وناجِ العِزَّ بالتُّرب ِ
********
تَسَابقَ القومُ فِيما لا يُجمّلُهم
وعَلقّوا الخِزي بالأَذقانِ والشُّنبِِ
********
صَبّوا الكُؤوسَ فلا خَسفٌ يُغلِّبهم
بَاعوا القضَّية بالمَوالِ و الطَرب ِ
********
خَانوا الجُدودَ وماصَانوا لهم ذِمما
وضَيّعوا الإِرثَ في لهوٍ بلا سَبَبِ
********
ليسوا الحَمائِلَ فِيما يَعملونَ بهِ
كأنَهمْ من بَني حَمّالةِ الحَطَبِ
********
أرى الدَواوِينَ تَبكيْ وهي صاغرةٌ
وتَستغيثُ بأهلِ العَقْلِ والأَدبِ
********
أَذلَّها صِبيةٌ في عُرفِهم ثَقُلتْ
فلمْ تَعدْ دَلةٌ تَزهُو على لَهبِ
********
ولمْ تعدْ جَفنةٌ للضيفِ لامعةً
وابنِ السَبِيلِ ،وحَلِ العَقدِ النشَّبِ
********
تَسَابقَ القَومُ للتَصويرِ يَحدُوهمْ
حُبُ الظهورِ ، وتَحليقٌ مع اللَقبِ
********
ويَنحرون خِرافَ الغَيمِ ،أَشجعُهم
من يجعل الدمَ لطاماً إلى الرُكَبِ
********
وياليتَهُم نَحروا خوفاَ تلبَّسهُم
وأَسرجُوا الخَيلَ للعَلياءِ والرُتبِ!.
********
عبدالكريم العفيدلي