“وطن” .. تلك الكلمة التي أصبح يفتقدها الكثير في القرن الواحد والعشرين ، و يعيش شتاتها شعوب ودول بأسباب الفتن والحروب التي أحرقت الأخضر و اليابس ، وصراعات لا تفرق بين رضيع أو امرأة أو شيخ كبير … تسلب الأحلام ، و يعم الدمار وتنتهك الأعراض وتسلب الحرية وتهدر الأرواح ويشيع الخوف عندما يذهب الأمان.
“وطن” .. كلمه من ثلاث أحرف تمثل روح الحياة للشعوب ، وطن تكاتف وتعايش وثقافة تجمع الجميع .. حاكم ومحكوم لتستمر الحياة بعيداً عن الخوف والتخويف فلا وطن مع الإرهاب والترهيب ،أبشع كوارث البشرية فقدان الأمان في أوطانهم.
“بصمة وطن” .. حملة أطلقتها إمارة منطقة مكة المكرمة بهدف التكاتف من جميع شرائح وطوائف المجتمع في حب الدين و الوطن و القيادة ، لنبذ التطرف بجميع أشكاله ورسم الاعتدال والوسطية والاحترام للآخر ، لتصل بالجميع إلى بر الأمان والتقدم في جميع مجالات الحياة ..
فالانتماء للوطن والمواطنة والحوار هو ما يجعل الإنسان يتخطى جميع مشاكله ، فلا يجد الأعداء ثغرة للتسلل وبث السموم في وسط المجتمع ، ليفرق جمعه ويفتت نسيجه ويستهدف وحدته .
ومن محاسنه تقارب وجهات النظر ليتلاشى الإختلاف ويسود العطاء و البناء للمجتمع ، لا للانحلال .. نعم للاعتدال ، لا للتكفير .. نعم للتفكير ، الاعتدال والتفكير يجعل المرء يبتعد عن الوقوف عند صغائر الأمور أو التصنيفات الأيدلوجية والعقائدية والطائفية بانتماء وحب لجميع شرائح المجتمع .
لأبناء وطني الغالي :
العدو يبحث عن ثغرة لمحاولة زرع الطائفية والتحزب في الداخل بتصنيفات ،فذاك علماني وآخر وهابي وهذا شيعي وغيرها ، و عدو آخر يتربص بحدودنا ينتظر الفرصة حتى يخرب ويدمر ويقتل وينهب ..
لا ثم لا .. فأنا أنتمي لوطني ، أحب خليجي وإسلامي لأمتي وعربي لعالمي ، أكره تصنيفي .. كلنا جنود هذا الوطن لا نقبل التفريق ، ولا نرضى بالهزيمة ، يد واحدة ضد الإرهاب والفتن ، نقدم أرواحنا رخيصة للدفاع عن ديننا ووطننا ومليكنا.
فالختام .. على كل مسؤول ومشهور وخطيب ومثقف ومواطن غيور على وحدة وطنه وأمان بلاده ، أن ينبذ العنصرية ويبتعد عن الطائفية وينشر السلام والأمان … اجعل لك بصمة .
خالد رجاح المرامحي
مقالات سابقة للكاتب :
– المزايين والمهايط
– الأمانة بين الوجود و اللا وجود
– ناقدون … ولكن
– الفيصل وقراءة الواقع
– خليص ٢٠٢٠
– الكتاتيب والخط الجميل
– كرة اللهب
– شاب الشَعَر يا (عقيل) !
مقالات سابقة للكاتب