الدكتورة إلهام بنت نافع إبراهيم الصحفي المبتعثة بقسم أحياء الفم بجامعة كوين ماري بلندن ببريطانيا ، إحدى الواجهات المشرفة لهذا البلد المعطاء ، شرفت بلدها قبل عدة أيام بإنجاز عالمي ورفعت اسم الوطن عالياً ، حينما توصلت إلى اكتشاف طريقة لتطوير علاج كيميائي لسرطان الرأس والعنق بطريقة تؤدي إلى ضمور الورم السرطاني واستئصاله جراحياً ، ومنع انتشاره في الجسم ، ومنحت على إثر ذلك درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف ، كما تم ترشيح بحثها العلمي المتميز لعرضه كورقة علمية في المؤتمر العلمي التاسع للطلاب السعوديين في بريطانيا ، كما قام سعادة مدير جامعة أم القرى د. بكري معتوق عساس بتكريمها في مكتبه يوم الأحد الماضي .
“إلهام” التي انطلقت من “غران” لتعانق العالمية وتحقق هذا الإنجاز العالمي ، وتثبت للعالم أن الفتاة السعودية تتميز بالذكاء والفطنة ولديها القدرة على الإبداع والتميز ، ولديها المقدرة على أن تضيف للعالم الشيء الكثير متى ما أتيحت لها الفرصة وتهيأت لها الظروف ..
تلقت الطالبة إلهام تعليمها في مدارس غران الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ،بعد ذلك التحقت بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز وحصلت على شهادة البكالوريوس في طب وجراحة الأسنان بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام ٢٠١٢م ، ثم اجتازت المقابلة الشخصية لوظيفة معيد في تخصص أحياء الفم بجامعة أم القرى – كلية طب الأسنان – عام ٢٠١٣م ، وفي الوقت الحالي تكمل المعيدة المبتعثة دراستها العلمية لدرجة الدكتوراه بجامعة كينجز كولج لندن في نفس التخصص والمجال العلمي.
وبهذه المناسبة يسر صحيفة غران الالكترونية أن تبارك للدكتورة إلهام على هذا الإنجاز المتميز ، وتجري معها هذا اللقاء :
****************************************
نرجو بداية أن تحدثينا عن هذا الاكتشاف وكيف تم التوصل إليه ؟
الحمدلله على توفيقه الذي بحمده وشكره تتم النعم … أما بعد ..
فموجز مشروعي العلمي لدرجة الماجستير بدأ من مشرفي الدراسي الذي طرح فكرة المشروع للنقاش ومنها وجدت نقطة اهتمامي في تطوير علاج لمرضى سرطان الرأس والعنق ، حيث أن ما توصلت إليه الدراسات العلمية من علاج كيميائي وإشعاعي لهذا النوع من السرطان كثيراً ما ينتج عنها أضرار جانبية على جسم المريض تؤثر على قدرته الجسدية والنفسية على المدى البعيد.
كانت فكرة المشروع العلمي تتركز على تطوير علاج كيميائي حيوي مستخلص من بروتين سم الجمرة الخبيثة ، حيث أثبتت الدراسات المخبرية والدراسات الحيوانية أنه بعد تعديل بروتين الجمرة الخبيثة وتعطيل مفعولة السمي يصبح فعالاً في استهداف الأوعية الدموية المغذية فقط للورم السرطاني دون استهداف الأوعية الدموية الطبيعية والضرورية للجسم.
تم في هذا المشروع التحقق من هذه النظرية مخبرياً وتم إثبات فعالية هذا البروتين المعدل على استهداف الأوعية الدموية السرطانية بالقدرة على الارتباط بالمركبات الحيوية التي تنتجها هذه الخلايا السرطانية.
****************************************
ماهي مميزات هذه الطريقة وما النتائج المتوخاة عند تطبيق هذا الاكتشاف على مرضى السرطان ؟
من مميزات هذه الطريقة أنها تعمل على تقليل الأضرار الجانبية الناتجة من العلاج الكيميائي ، فكلما وٌجدت الطريقة المناسبة لإستهداف الخلايا السرطانية دون الخلايا الطبيعية في جسم المريض كلما زادت فعالية العقار.
وكما أن النتائج التي تم التوصل إليها في هذا المشروع العلمي على المستوى المخبري ، فإنها تحتاج لإختبارها على مستوى أعلى في الدراسات الحيوانية.
وبعد أن يتم إثبات خلوها من أي أضرار جانبية سوف تخضع بعد ذلك للدراسات الإنسانية مع مراعاة مطابقتها للمواصفات العالمية للسلامة والمعايير الدولية وهذا بلا شك يحتاج إلى دراسات مكثفة على المدى الطويل للتأكد من سلامة الإستخدام.
****************************************
ماهي العوامل الأساسية التي ساهمت في توصلك إلى هذا الإنجاز ؟
الفضل والشكر يعود لله أولاً وأخيراً والعمل بقوله تعالى: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) …
فمهما بلغ الإنسان في علمه لا يقارن بعلم الله شيئاً ، ومنه نستفيد الحث على طلب العلم والاستزادة فيه .
كذلك وجود بيئة أسرية تحث وتشجع أبناءها على الاستمرار في العلم والتعلم ، لا شك بأنه عامل قوي على الإستمرار والمواصلة في طلب العلم.
ولا أنسى ذكر بيئة العمل التي لاشك كانت من أهم الدوافع التي ساهمت في تشجيعي وحبي للمنافسة الشريفة مع زملائي وزميلاتي.
****************************************
ما هو شعورك بمناسبة تكريم مدير جامعة أم القرى لك ؟
الحمدلله لاشك أن شعوري بهذا التكريم سعادة لا توصف ودافع قوي على تشجيعي للإستمرار والإصرار على تعلم ما هو جديد ومميز في تخصصي.
وكذلك على مواصلة الاستمرار في مساعدة مرضى سرطان الرأس والعنق ، وإكمال مشروعي في مرحلة الدكتوراه بإذن الله تعالى.
****************************************
ماهو مشروعك القادم في مرحلة الدكتوراة ؟
كما ذكرت سابقاً إهتمامي منذ أن بدأت في دراسة هذا المجال بأن أحقق هدفي في التوصل ليس فقط على علاج لمرضى سرطان الرأس والعنق بل على تطوير اختبارات إكلينيكية يتم من خلالها التعرف على مستويات السرطان ومراحل تقدمه ، وبالتالي تحديد العلاج المناسب لكل فئة من المرضى ، وهذا سوف يكون مشروعي المكمل للنتائج السابقة في مرحلة الدكتوراه بإذن الله تعالى.
****************************************
ماهي طموحاتك المستقبلية في مجال الطب؟
أنا طبيبة أسنان حالياً وطموحي ليس فقط في طب الأسنان ولكن أطمح بإذن الله تعالى أن أكون باحثة متمكنة في علاج سرطان الرأس والعنق.
****************************************
كلمة أخيرة تودين توجيهها بهذه المناسبة لبنات هذا الجيل ؟
أود أن أحث زميلاتي وبنات وطني الغالي على المثابرة وطلب العلم ، فطلب العلم لا يقتصر على عمر معين ولا يحدد بالعمر.
وديننا الإسلامي حث على طلب العلم ، والله سبحانه وتعالى استخلفنا في هذه الأرض لنعمرها بالعلم والعمل ، ووطننا الغالي بحاجة إلى سواعد الشباب والشابات أبناء هذا الوطن للعمل على رِفعته وتقدمه.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يعيننا جميعاً على طلب العلم ، ويكتب لنا أجر طلب العلم .