تصدر الكتاب الجديد للدكتور محمد العريفي «تجربتي في ربع قرن» قوائم التوزيع مطلع الأسبوع الجاري ، مسجلاً نفاد نحو 10 آلاف نسخة في طبعته الأولى التي جاءت في قرابة الخمسمائة وستين صفحة ، يبرز فيها رحلته كداعية جاب عدداً من البلدان المسلمة وغير المسلمة.
الدكتور العريفي تحدث لـ«تواصل» عن محتوى الكتاب ، مبيناً أنه يضم موضوعات متنوعة تدور في فلك حياة الداعية: كيف يتعامل مع الناس ، وكيف يصنع نفسه، وكيف يمكن أن يؤثر في الناس؟
وقال: “تكلمت عن اللبس والهندام ومشيته ، وعن طريقة جلوسه على الكرسي ، كذلك مصافحته للناس الكبير والصغير والوجهاء وغيرهم“.
وعن مردود الكتاب لدى قارئيه ، أوضح العريفي: “إذا قرأه الداعية – الداعية الناشئ أو الداعية المستفيد – سيقف بإذن الله على فوائد ربما تعدل له كثيراً من الأمور التي يمارسها“.
إرهاصات الفكرة :
وعن بواعث فكرة الكتاب ، قال: “ظلت تراودني فكرته والحاجة إليه منذ أكثر من خمس عشرة سنة، وكنت أرى عدداً من الإخوة الكرام المشتغلين بالدعوة إلى الله تعالى، وإلقاء الكلمات والمحاضرات والخطب وهم يجتهدون اجتهاداً مباركاً، لكن بعضهم يفتقر إلى المهارات التي يمكن أن يؤثر من خلالها في الجمهور بشكل أكبر، وكنت أرى بعضهم يلقي بعض الكلمات والخطب، أو أشاهد له تسجيل في اليوتيوب حول ذلك فأتمنى لو رفع صوته في هذا الموضع، وخفض صوته في الموضع الآخر، وأشار بيده هنا أو غير تعابير وجهه هنا وما شابه ذلك“.
وتابع: “عندها تحدثت مع بعضهم وألقيت دورات تدريبية في هذا المجال، ورأيت أن التفاعل مع هذا الموضوع كبير، فبدرت إلى ذهني هذه الفكرة وهي جمع هذه المعلومات في كتاب يجمع ما يتعلق في أساليب الدعوة إلى الله تعالى، وصناعة الداعية وفنون الإلقاء ومهارات التأثير في الناس أن أجمعها في كتاب، معتمداً على ما ورد من النصوص في الكتاب والسنة وقصص السلف“.
واستطرد بأن فترة العمل لهذا الكتاب امتدت إلى خمس سنوات ، بقوله: “لقد جمعت جميع الكتب المؤلفة في الإلقاء سواء الكتب المترجمة أو غير المترجمة، وجمعت أيضاً جميع المعلومات الموجودة في مواقع الإنترنت حول هذا الموضوع، ثم قرأتها كلها مررت عليها كلها واستخرجت أحسن ما فيها من فوائد، وأيضاً استمعت إلى جميع الدورات التدريبية المنشورة، وحضرت بعض هذه الدورات التدريبية؛ وبالتالي استغرق تأليف الكتاب قرابة الثلاث سنوات تقريباً.. ثم استغرق بعد ذلك صف الكتاب، وعملية الإخراج له، والصور، والتعديلات، والزيادة، والنقص، وما شابه ذلك، استغرقت سنتين إضافيتين“.
وعن عدد صفحات الكتاب التي وصلت إلى قرابة الخمسمائة وستين صفحة، عزا ذلك إلى أن كون الكتاب مصوراً، قائلاً: “الكتاب ضم عدداً من الصور والتوضيحات استغرقت الصفحات، وإلا لو نزعت الصور ربما كانت الصفحات أقل”.
درجات لا عقبات :
وعن المصاعب التي واجهها العريفي في مرحلة العمل بالكتاب، قال: “لم يكن هناك عقبات تذكر سوى اختيار الصور المناسبة عندما أردنا أن ننشره، كذلك فترة المراجعة أنا أعطيت الكتاب عدداً من الإخوة الكرام ليراجعوه فكان كل واحد يذكر بعض الملاحظات والتعديلات، ثم أبدأ أصوغها من جديد، أعطاني مرة الناسخ بما يسمى البروفة الأولى للكتاب لما قرأتها أضفت عليها بخطي ربما مثل الكتاب أيضاً يعني كانت مثلاً مائتي صفحة أضفت إليها قرابة المائة والخمسين صفحة زيادة في أشياء بدرت لي، فهي لا تسمى عقبات لكنها إن شاء الله درجات نصعدها في سبيل تحسين هذا الكتاب أكثر“.
وتابع أن: “الكتاب ليس فيه روايات وقصص كثيرة، الكتاب يحمل مهارات لطرق الإلقاء، والدعوة، والخطابة، والتأثير في الناس، وكسب محبتهم، ونوعيات المواضيع التي تطرق لهم، لكني وضعت كثيراً جداً من القصص الواقعية التي وقعت لي شخصياً خلال تعاملي مع الناس، أو سفري، أو ممارستي لبعض الأمور الدعوية؛ فصارت كالشواهد، وأصبحت ممتعة من هذه الجهة“.
تذكر لأول مرة :
وأكد أن: “الكتاب فيه بعض القصص والشواهد التي لم أذكرها من قبل في أي كتاب ذكرتها لأول مرة فيه، وبعضها ربما كانت تحيط به السرية زمناً من الأزمان، مثل بعض المواقف والأمور المتعلقة بالأحداث الواقعية، أو الأحداث السياسية، فرأيت أن من المصلحة صياغة ما تيسر منها بالأسلوب المناسب في الكتاب لعل الله أن ينفع بها“.
وأشار إلى أن الكتاب – بإذن الله – سيكون متوفراً في معرض كتاب الرياض ، مضيفاً أن: “الكتاب صدر نهاية الثلث الأخير من شهر ربيع الآخر وطبع 10 آلاف نسخة الطبعة الأولى، وكنا نظن أنها ستستغرق شهرين تقريباً إلى أن يصل معرض الكتاب فننزل الباقي في معرض الكتاب؛ يعني سيباع ألفان أو ثلاثة آلاف وينزل الباقي في معرض الكتاب، لكن من فضل الله ومنته وكرمه انتهت هذه العشرة آلاف نسخة خلال الثلاثة أو الأربعة أيام من نزوله مع أنه لم نعمل له إعلانات، فدخلت الآن الطبعة الثانية عبارة عن 50.000 ألف نسخة إلى المطبعة، واسأل الله أن ينفع بها“.
مسابقات تكوين الدعاة :
وعن الاستفادة العملية من الكتاب، قال: “أنا في الحقيقة ألّفت الكتاب على طريقة يمكن يعمل فيها مسابقات لتكوين الدعاة وصناعة الدعاة، سواء في حلقات التحفيظ أو في دور التحفيظ، سواء للطلاب أو الطالبات أو في المدارس الثانوية، أو في الجامعات، أو غير ذلك“.
وتابع: “أنا أدعو إلى إقامة المسابقات به، وأنا مستعد للتعاون في هذا، مستعد للتعاون بالجوائز التي تصرف للطلاب، أو المشاركة في الحفل بأن أحضر الحفل الذي يكرم فيه الطلاب، ويكون لي فيه حضور وكلمة، ومن أراد أن يقيم مسابقات مستعد أن أعلن لهم في وسائل التواصل الاجتماعي تويتر والفيسبوك وفي السناب شات“.