الاستعراض الرقمي !

يعتقد الكثير أنَّ مشاركة تفاصيل خصوصياتهم مع الغير على مواقع التواصل الاجتماعي يدخل ضمن طبيعتها التي قد تدفع روادها بشكل عفوي إلى نشر صور وفيديوهات ، وقصص وأحداث تنقل حياتهم ومعاناتهم اليومية، إلى حد فتح بث مباشر لساعات وساعات خاصة في ساعات الليل المتأخر .

أصبح نشر هذه الخصوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي استعراض رقمي متهور ؛ فقد أصبح معنى الخصوصية والحياة الشخصية مُختلفاً عن الماضي عندما كنا نعتبر الكثير من التصرفات والأفعال التي نقوم بها الآن خاصة ، ولا نسمح لأحد بمعرفتها .

لكن هذه المواقع أصبحت تمكِّن النَّاس من الاختباء وراء قناع زائف ، واسم وهمي ، خاصة عندما يشعرون بالرغبة في البوح بتفاصيل الحياة الخاصة للآخرين ، والتي قد تبدو في ظاهرها مُسلية وممتعة، ولكنها خطيرة في جوهرها ، والتي لا يحسب الكثيرون نتائجها الوخيمة .

إنَّ الحفاظ على سرية هويتنا لم يعد أمرا سهلا في عصر نتشارك فيه بمواقع التواصل كل الأمور مما من شأنه أن يؤدي إلى نهاية حياة الشخص الاجتماعية وقيام رواد هذه المواقع ، وبالأخص النساء بنشر الخصوصيات ، والمشاكل الزوجية أو العلاقات العاطفية ، وطلب النصيحة ممن لا يملكها وهو سبب في ازدياد حجم هذه المشاكل ، وأصبحت هذه المشاكل تستغل لتحقيق مآرب خبيثة من الآخرين .

 

د. منذر القضاة

مساعد عميد كلية القانون

في جامعة عمان العربية

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *