تتفوق الأمم بتفوق تعليمها ، بقدرتها على خلق طاقاتٍ من الطلاب والطالبات ، بمواجهتها للتحديات ، باعتمادها على البحث والبحوث العلمية ؛ ليس لحل المشكلات فحسب بل للتفوق ومجاراة العالم الذي يتغير كل يوم في سباقٍ محموم نحو القمة التي لا تتسع عادةً للكثير .
“التعليم” كان و لا يزال الدافع والمحرك و القوة الكامنة التي تحوي في داخلها كل أسباب التقدم .
التحديات الكبرى التي تواجه العالم تتنامى و لا يمكن مواجهتها إلا بالعلم فقط ، ليس ثمة خيارات أخرى مُتاحة ، فيما يأتي الإعلام بمفهومه نقل الخبر و الصورة و تتبّع الأحداث و التعليق و التحليل تحديًا آخرًا في تزايد دوره واهتمام الناس به والتفافهم حوله و تسارع الأحداث ، و رغم تراجع دور الإعلام التقليدي من صحفٍ وإذاعةٍ و تلفزيون ، و تعاظم دور الإعلام الجديد من وسائل التواصل التي صارت تزاحم الوسائل القديمة .
بات من الضروري أن يلتفت جمهور التربويين إلى الإعلام الجديد ، و أن يضعوا استراتيجية للتعامل معه و المشاركة فيه و الإفادة من جمهوره الذي يزيد كل دقيقة ، وذلك بتأهيل منسقين و منسقات بالمدارس وإدارات التعليم و العمل على إدخال التقنية في غرفة الدراسة أو الفصل الدراسي و خلق حالة من الوعي بالتعامل مع وسائل الاتصال ، باعتبارها رافدًا للتعليم و الإعلام على حدٍ سواء .
التعليم و الإعلام في خندقٍ واحد يواجهان تحدياتٍ كبرى ، فهناك من يحاول مزاحمتهما في لعب الأدوار وأخذ الزمام و عليهما – أي التعليم و الإعلام – أن يكونا في الموعد لخوض أكثر من معركة في حربٍ طويلة لن تنتهي قريبًا .
هذا ما أوحى لي به اللقاء الأول للمنسقات الإعلاميات بمدارس خليص ، و الذي عُقد بمكتب التعليم إيمانًا من المكتب بدور الإعلام و علاقته الوثيقة بالتعليم و رؤية و رسالة و أهمية الإعلام التربوي ، و المهام المنوطة بالمنسقة الإعلامية والخبر الصحفي و عناصره ، و الإفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في خلق الوعي و نقل الرسائل و فتح قنوات اتصال مع المجتمع المحلي الذي يعتبر المستفيد من خدمات المدرسة .
إن هذا الإيمان بدور الإعلام يعد خطوة أولى ستتبعها خطوات كثيرة لدعم المدارس وبرامجها والكشف عن جهود المعلمين و المعلمات ، و دورهم العظيم و إنجازاتهم التي تصنع مستقبلنا و مستقبل أحلامنا .
زينب الجغثمي
مقالات سابقة للكاتب