الحمدُ لله وَحدهُ ، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده ، وبعد
نحتاج إلى استعمال السيارة في تنقلاتنا اليوميَّة لكننَّا نُواجه مُشكلة أننَّا نعيش في عالمٍ يعتقد فيه كثيراً من السائقين أنَّ لهم امتيازات على السائقين الآخرين ، وخلال مَسيرنا على الطريق العام نُواجه أنماطاً مُتعددة من السلوكات تظهر جليَّة في شكل وطريقة سياقة السيارة من قبل الآخرين ، والتي قد تتسبب في بعض الأحوال بأضرار جسيمةٍ على الطريق وتالياً هذه الأنماط ، والتي قد تمرُّ من أمامك أو على يمينك ، أو شمالك ، ، أو هي مازالت في الخلف لم تصل إلى مستوى سيارتك بعد :
السيارة الأولى : السيَّارة المسْرِعَة
في الأغلب صاحبها صِفته عدم الالتزام بقواعد السير المُقرّرة على الطرق ، وتراه من بعيد من خلال مرآة السيَّارة يُرسل الإشارات والومضات المتلاحقة لفتح الطريق له من قبل باقي السيارات ، ويُجبرك على تغيير مسربك ، ولن يهتم إن تسببت بسببه بحادث .
السيارة الثانية : السيَّارة البطيئة
البُطئ والحذر الشديد في القيادة سِمة لبعض السائقين مع عدم أخذهم بعين الاعتبار وضعية الطريق مما ينعكس على من حوله من السيارات ؛ فترتفع أصوات الزمامير مطالبة إياه بفتح الطريق .
السيارة الثالثة : السيَّارة المترددة
هُناك نمط من السائقين سياقته على الطريق تعكس نمط شخصيته في الحياة ؛ فتراه يتأرجح على الطريق في سيارته بين المسرب الأيمن والمسرب الأيسر ، وَلا يستقر
على حال ، يُبطئ ، ويُسرع وهكذا ، ولا تدري ماذا سيفعل بين كل لحظة ولحظة .
السيارة الرابعة : السيَّارة المشغولة
هذا النوع من السيارات وقائدها لا يستجيب في الأغلب للإشارات أو الزامور من الغير بسبب انشغال السائق أثناء القيادة، إمّا مع أحد الركّاب معه، أو بالهاتف ، أو عدم اكتراثه بأحدٍ من حوله .
السيارة الخامسة : السيَّارة الحزينة
إن نظرنا إلى هذه السيارة من بعيد وهي على الطريق بتمعّن، فإننا نجدها في بعض الأحيان حزينة، تعكس انفعالات صاحبها ، وشخصيته الحزينة القلقة المتوترة .
السيارة السادسة : السيارة العمليَّة
وهي في الأغلب سيارة صغيرة يظهر عليها أنَّ مُقتنيها يعمل في مجال مندوب المبيعات أو البيع والشراء ؛ فتجد هذه السيارة تتنقل بخفةٍ بين السيارات الأخرى ، ويظهر على صاحبها الاستعجال للوصول إلى هدفه .
السيارة السابعة : السيَّارة الحكيمة
وَميزتها الكتابات التي تظهر على جنباتها أو في خلفها وتُظهر تجربة صاحبها في الحياة والهموم والكرب التي تعرَّض لها ، ونصيحته التي يقدمها لمن يقرأ عباراته ، وأحيانا تطغى العبارات المضحكة على جسم السيارة .
السيارة الثامنة : السيارة الجدِّيَّة
فيما يظهر من سائق هذه السيارة على الطريق ؛ فهو جاد وملتزم بالسرعة وإشارات الطريق ، وتعكس طريقته في السواقة جانباً من شخصيته بين الناس .
كثيرة هي السيارات التي تمرُّ بنا في حياتنا على الطريق كمثل الأشخاص في حياتنا فمنها من تُعطيك صورة أو انطباع معين ، ومنها من تترك فيك أثراً يطول تأثيره
وتتمنى أن لا تراه مرّة أُخرى
وأخيراً اعتقد أنَّ سلوك الإنسان ينعكس نوعاً ما على طريقته في قيادة السيارة على الطرق .
فما رأيكم دام فضلكم ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
د. منذر القضاة
مساعد عميد كلية القانون
في جامعة عمان العربية
مقالات سابقة للكاتب