الوفاء لأهل الوفاء

بسم الله الرحمن الرحيم….
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأميّ الذي علم الدنيا فدانت به اجلالا لعلمه وقد صدق أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله حين قال :-

يا أيها الأمي حسبك رتبة
في العلم ان دانت بك العلماء

نعم وكيف لا وهو الذي علم الناس كيف تكون الصحبة والأخوة والخلة الصادقة والرفقة الطيبة الحسنة التي تخلو من المنافع المادية الدنيوية والآنية والتي ضرب للصحابة اروع المثل واجمله واعظمه وأبهاه وهي بحق كانت ارفع واسمى صحبة بين الرسول الكريم ﷺ وصحبه الكرام صُحبة فوق المنافع والمصالح صحبة هي الأجمل والأفضل على مر العصور والتاريخ صحبة وأخوة لم يسعد التاريخ بأجمل منها لأن الذي علمه هو ربه الذي اصطفاه وصدق ﷺ وهو يفخر بكل تواضع حين قال أدبني ربي فأحسن تأديبي فهل بعد تعليم الله علم وهل بعد تأديب الله أدب وهو علام الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور سبحانه جل جلاله وتقدست اسمائه وصفاته اليس هو الذي أوحى الى عبده محمد ﷺ قائلا ( إنما المؤمنون إخوة) لذلك فالأخوة الإيمانية هي أعظم وأجل من أخوة النسب فبهذه الاخوة يتعايش الناس فيما بينهم فتجد الحب والصفاء والود بين الناس على اختلاف الوانهم وأعراقهم واحسابهم وأنسابهم ومشاربهم فكل هذه الصفات تنصهر تحت بوتقة الأخوة الإيمانية وهذا ما نسعى اليه جاهدين ومستعينين بالله في مركازنا المتواضع هذا قال تعالى :-(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (3) التواصي بالحق والتواصي بالصبر هذا ديدننا ودستورنا فالحمد لله على نعمة هذا الدين الذي جمعنا تحت ظلاله اخوة ورفقاء وأخلاء حمدا يوازي نعمه ويكافئ مزيده والحمد لله حمدا يبلغ الملأ الأعلى حمدا حتى يبلغ الحمد مداه ومنتهاه…

هذه المقدمة أحببت أن ابدأ بها ترحيباً بابناء الرجل الذي رافقنا وصاحبنا وآخانا في الله مدة ليست بالطويلة جدا هي بضع سنوات ويعلم الله أنها تبدو وكأنها عقود من الصحبة بما تحمله من الأخوة في هذا المركاز الذي جمعنا مع أناس مازالوا معنا واناس غادرونا الى دار الحق عليهم رحمة الله…..

ومن هؤلاء الأساتذة الفضلاء الذين غادرونا عبدالرحمن الجزائري وأبو ابراهيم الخال محمد سعيد ورمضان ونقرة ومحمد زكي أبو عبدالله أبو حاتم سعيد قربان الذي نحن بصدد تكريمه هذا اليوم والإبن البار ابن أختنا المعلم بكر محمد أبو حسام معلم مطابخ ومطاعم حجازية والتي تعتبر الراعي الرسمي الدائم لمركاز الأحبة فعليهم رحمة الله أجمعين ونسأل الله أن يجعل أرواحهم في أعلى عليين وأن يجمعنا بهم ووالدينا في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى من الجنة إخوة متحابين في الله على سرر متقابلين…..

وإذ يتشرف مركاز الأحبة الثقافي هذا اليوم بأبناء الأستاذ سعيد قربان رحمه الله هؤلاء الأبناء البررة ولا نزكيهم على الله بل نحسبهم كذلك والله حسيبهم وهم الأساتذة حاتم وجميل وأسامة سعيد قربان في مركازنا هذا اليوم والذين حقيقة منذ أن توفى والدهم لم يقطعوا الصلة بأصدقائه وود ابيهم عملاً بقول الرسول الكريم ﷺ(إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ) ” [رواه مسلم]. فنعم الأبناء هم…. ولقد رأى اعضاء هذا المركاز وعلى رأسهم مؤسسه المعلم علي بن يحيى الذي ما فتأ يحثنا على تكريم كل من كان معنا وغيبهم الموت – وسنقوم بعون الله على تكريم كل من رحل عنا إن شاء الله – ونبدأ بالاستاذ سعيد قربان الذي لم يكن يغيب عن المركاز الا لضرورة قصوى، نعم رأى أعضاء مركاز الاحبة الثقافي أن من الوفاء لذلك الرجل الشهم أن يحتفوا به ويكرّموه عن طريق أبنائه لما له في قلوب أهل هذا المركاز الذي كان هو من اعمدته التي قام عليها بالود والحب والتقدير وأن المركاز قد فقد رجلاً عزيزاً على الكل ولكن نحن نتمسك بالمثل الدارج ( اللي خلف ما مات) والأستاذ سعيد خلف رجالاً ونعم الرجال هم فتقبلوا منا هذا الترحيب بكم وتكريماً لوالدكم واعذروا وتجاوزا عن التقصير فالكمال لله الأحد سبحانه وتعالى الذي له صفات الجلال والجمال والكمال….

وحقيقة لقد كان الأستاذ أبو حاتم نعم الرجل الناصح حيث لم يكن كثير الكلام ولكن كان اذا تكلم تكلم بالحكمة والنصيحة وكان من الكرماء في هذا المركاز العامر شأنه شأن كل اعضائه المباركين من قامات يفتخر المركاز بكونهم من رواده فشكرا لأبناء الأستاذ سعيد أبو حاتم شكراً لتواصلهم وشكراً لأخلاقهم التي رباهم عليها أبوهم رحمه الله فما وجدنا منهم إلا الأحترام والتقدير ودماثة الأخلاق وأنا هنا أرحب بهم أصالة عن نفسي ونيابة عن كل أعضاء المركاز ورواده ومتابعيه هذا المركاز الذي نتمنى أن يستمر بما فيه من اشخاص جمعتهم المودة والأخوة الصادقة والود والاحترام المتبادل فأهلا وسهلا ومرحبا بالأبناء البررة حفظكم الله ورعاكم وبارك فيكم وفي أبنائكم وكل أحبابكم لكم في قلوبنا مكانةً مرموقة كما كانت لأبيكم رحمه الله تعالى وأكرر نرجو منكم المعذرة إن قصرنا في حقكم فحقكم وحق أبيكم علينا كبير لا نستطيع أن نوفيكموه ولكن نسأل الله أن يجزيكم ووالدكم عنا خير الجزاء وأن يتغمد بواسع رحمته دمتم بود ودام لكم الود.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إبراهيم يحيى أبو ليلى

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “الوفاء لأهل الوفاء

أم مهند

رحم الله كل من فارق الدنيا وانتقل إلى الدار الآخرة.. نسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم ويتجاوز عنهم وان يحسن خواتمنا من بعدهم
حق لأهل الوفاء امثالكم أن يكرموا أمثال هؤلاء المخلصين بارك الله فيكم وجزاكم خيراً وجمع الله القلوب وجعل مركاز الأحبة شامخاً جامعاً للأحبة

عبدربه المغربي

هكذا دأب الرجال الأوفياء الذين يذكرون اصحابهم وممن عاش معهم وقدموا ماعندهم من علم ونصيحة وخبرة ليستفيد منها الصغير والكبير والجاهل والمتعلم
بوركت يا اباليلي على هذا الخلق النبيل الذي فقد في زماننا وجزى الله المعلم الكبير علي يحيى كونتا الذي تبني انشاء هذا المركاز وبوركت جهوده على قيامه واستماراره
وفقكم الله ومزيدا لكم من التقدم والعطاء المثمر والبناء لتراثنا الثقافي الحضاري
وشكرا لكم على نبل اخلاقكم
ويارب احفظ عقل ويد من كتب هذا الموضوع وأمثاله وكل من يكتب في مثل هذه المواضيع
واخيرا وليس آخر بلغ حياتي لرجال المركاز والمحتفى بهم والي الإمام ياركاب الخير والله يحفظكم ويبارك جهودكم وعطاؤكم

جميل

شكر الله لكل اعضاء مركاز الاحبة الثقافي هذا التكريم والاحتفاء بابناء صديقهم (المتوفى) يشهد الله كنا بينكم امس وكأن والدنا موجود معنا .فقدكنتم نعم الاصدقاء بل نعم الاخوة لوالدنا غفر الله له . وكما قيل . لا يقاس الوفاء بما تراه امام عينيك بل بما يحدث واراء ظهرك. رفع الله قدركم واجزل لكم العطاء
ابنكم / جميل سعيد قربان

ياسر هاشم

ماشاء الله
دام الله عزكم ودام عطاؤكم
يامركاز الأحبة
لمسة وفاء لأبو حاتم رحمة الله عليه وابناؤه الكرام حفظهم الله
عنوانها التقدير والوفاء والمحبة الصادقة .
دمتم بخير وحفظكم الله يا مركاز الأحبة..
والى الأمام دائما..🌹💐🙏🏽

حسن مهدي الريمي

شكر الله لكم أعضاء مركاز الأحبة الثقافي هذا اللفتة الأخوية الكريمة وهذا التكريم والإحتفاء بأبناء صديقكم الراحل رحمه الله.
وهذا ليس غريبا على أهل مكة البررة.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عليك بإخوان الصدق، فعشْ في أكنافِهم، فإنهم زينة في الرخاء وعُدة في البلاء.
وقال بعض السلف: استكثروا من الإخوان، فإن لكل مؤمن شفاعة.
والشكر موصول لصاحب القلم السيال بكتاباته الرائعة الحافلة بالإبداع الأستاذ إبراهيم ابوليلى الذي تشرفت بمعرفته من خلال مقالاته ومشاركاته الأدبية والثقافية والاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي.
فجزاكم الله خيرا وكتب أجركم.

وحيد ابراهيم كاظم

تعيش المواقف ماتحلل مع الأجساد….

دفنا النشام…. ما دفنا جمايلها.

رحمك الله أبا حاتم وأسكنك الفردوس الأعلى

أبو ريان كاظم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *