عاشت الأسر في الأيام الماضية أجواءً طارئةً ، وحالة استنفار على كل الأصعدة ، ليست لوجود عدو غاشم ، ولا لمرض زاحف علينا ككورونا فالأمن مستتب والصحة جيدة والحمد لله ؛ وإنما كان التداعي لذلك هو فوبيا الاختبارات ، وما أدراك ما الاختبارات فبها ومن خلالها يتحدد مصير الأبناء في السلم التعليمي ، غير أنها انتهت ولله الحمد ، ووجدنا مستويات ومعدلات تدل مؤشراتها على تربة خصبة وعقول واعدة لبناء مجتمع راق .
كنا في صحيفة غران الإلكترونية نواكب النتائج لحظة بلحظة ونتابعها كي ننقل لأبنائنا الطلاب والطالبات نتائج مجهوداتهم ، وتعب ليال وأيام وساعات ، كنا في سباق مع الوقت تواصلاً مع مديري ومديرات المدارس باستقبال النتائج وتحريرها ومن ثم إرسالها .
كوّننا غرفة عمليات مصغرة لذلك الغرض، وكنت أهمس لفريق التحرير أنه لا نوم اليوم ، فرد أحدهم مازحاً بل ربما نضطر للجمع والقصر.
نريد أن لا نؤجل فرحة ابن أو ابنة ونسعى سريعاً لكل ابتسامة من أم وأب يطلقانها لحظة وصول الخبر فتنبعث منهما دعوات مستجابة هي أغلى ما يتمناه الابن أو الابنة من أمه وأبيه ، كنا ننهك من العمل المتواصل غير أن في دواخلنا فرحة مقرونة بأمل لمستقبل مشرق لأبنائنا .
ومما زاد في همتنا ومنحنا مزيداً من القوة ما لمسناه من أغلب مديري ومديرات المدارس ، ومن مشرفي ومشرفات التربية والتعليم من تعاون فاق كل التوقعات ، عمل في إنجاز مقرون بإتقان نتلمس فيه الأبوة الحانية والروح العالية التي تسعى نحو تعليمٍ تنشده نفوسٌ راقية.
ونحن نتفهم الوضع الذي يكون فيه منسوبي التعليم وقت الامتحانات من انشغالهم برصد ومراجعة النتائج مع كثرة الاتصالات والتساؤلات التي ربما كانت سبباً في خروج بعض قوائم الأسماء غير واضحة بالقدر الكافي لكننا نتطلع مستقبلاً أن يكون الوضع بصورة أفضلاً خدمة لأبنائنا وبناتنا ثروة هذا الوطن المعطاء.
وختاماً أقول : شهادتي فيكم أيها الزملاء مجروحة …. غير أن الحق والحق أقول ….
أيها الآباء والأمهات ….. اطمئنوا .. فأبناؤكم في أيدٍ أمينة. وألف مبروك لكل الناجحين والناجحات وكل عام وأنتم بخير.
مقالات سابقة للكاتب