وقائع من الواقع (١٠)

(هل تشاركني الرأي؟)

في رأيي أن عدم ثبات بعض العادات الموروثة الجميلة ، والتي هي ذات عراقة وأصالة في مجتمعنا هو بسبب عدم إعطاء المبادئ قيمة تحميها فهي جزء منها ، والمبادئ جزء من الهوية التي تتميز بها المجتمعات والأمم ، وفي التاريخ شواهد كثيرة …فنجد من يتميزون بتكريم الضيف وإن طال مقامه ، ومن يأوون الغريب دون سؤاله عن هويته ، ومن هم أصحاب مروءات متعددة ، ومن قول صغيرهم قبل كبيرهم الصدق ، مشهورون به .

ولقد كان في ديارنا ( يوم أن كانت اللحى صفة الرجال الثابتة) إذا قبض الرجل على لحيته وأعطى وعدا ، فلا يمكن أن يخلفه، والناس تثق وتصدق ، فتلك القبضة على اللحية أقوى عندهم من رهن مال وكتب سند .

وكثيرة تلك العادات والأعراف التي هي من جميل الصفات ، فهي معاني كريمة ، وقيم سامية ، تميزت بها كذلك أسر وقبائل ، قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة له في هذا المجال :(إن الأعراف الصالحة ، والعادات المستقيمة تعزز الشعوب ، وتقويها ، وتشد منها ).

وفرارا من إطالة في زمن التقصير ! دعوني أضع خطا أو خطين تحت حفلات الزواج في مجتمعنا ، فليست هي الآن على هويتها الحسنة الموروثة ولم تتجدد إلى أفضل بما يتناسب مع الجديد والأجمل ، فإلام هذا التحول ؟

⁃ يصر بعضهم على إزعاج ضيوفه الذين دعاهم ولبوا دعوته ، دفعهم الواجب الشرعي لإجابة الدعوة ، وحثتهم عادات طيبة لازالت حية عندهم ، شعارها تأدية الواجب ، وإجراؤها مشاركة القريب والصديق أفراحه ، ثم يجدون أنفسهم في ضجيج شيلات بأصوات مكبرات صاخبة يكاد يتساقط بعض السقف من شدة ترددات الصوت !

وربما وضع بعض الضيوف أصابعهم في آذانهم انزعاجا ، الأمر الذي لم نعهده ولم نسمع به فيما مضى من عاداتنا ولا تقره شريعتنا ولا يتناسب مع إكرام الضيوف ، وكم غادر حفلة تلبست بهذا من لم يستطع الصبر ، في صورة هي بحق مؤلمة ! يأتون مجيبين الدعوة متهيئين ومتكلفين وباذلين من أموالهم وأوقاتهم وبعضهم يقطعون مسافات فيجدون أنفسهم مضطرين للمغادرة !
ولسان الحالة واللحظة يقول (زي بعضه تبقون أو تغادرون) . فأي مبدأ هذا ؟ أو أي عادة هي ستكون وسيسجلها الزمان وتذكرها الأجيال للأجيال ؟!

⁃ أعجبني آل بيتٍ فضلاء اتفقوا مع عاقلهم إذ قال لهم إن كان ولابد من هذه الشيلات وهذه الطبول والأصوات ولم يمنعكم منها مانع ، لاشرعي ولاعرفي فإن عليكم تخصيص مكان لها بعيد عن ضيوفكم ،حفظا لقدرهم واحتراما لهم ، فليس مكان جلوس الرجال وتقديم الضيافة للمدعوين مسرحا للطرب وضجيج مكبرات الصوت ، ولايبرر ذلك لكم أية مبرر .. ففعلوا.

فما أجملنا ولنا مبادئ تحميها قيمنا ولنا قيم نتميز بها ونُذكر.

مقالات سابقة للكاتب

12 تعليق على “وقائع من الواقع (١٠)

...

لفتة جميلة منك ياابا رائد
نفع اله بها ..

فريد الحسيني

للكاتب قدرة صياغة افكاره بأساليب عدة
لاحظنا هذا من خلال متابعتنا لكتاباته في صحيفتنا المبادرة،
فتارة يرسم لنا بالحروف لوحة يزينها بجواهر الأساليب وأجمل ألوان الكلمات لاتكاد أن ترى عينيك ويدرك عقلك كل ماتحوي من حرفية ودقة رسام ماهر .
وتارة يصور لنا صورا جميلة تعكس الواقع ببساطة لكن بحرفية مصور محترف .
واختلاف أسلوب الكاتب المتعمد يبرره موضوع الكتابة والفئة التي كتب لها .
مقال قيم لكاتب مبدع في صحيفة شجاعة مبادرة دمتم موفقين .

أبومحمد

لا فض فوك
قلت ما في نفوسنا
والله أن الذي يحدث داخل صالات الأفراح من لعب وإزعاج السماعات مزعج جداً لنا
وأغلب الحضور منزعجين فياليت أصحاب المناسبات يدركون هذه الحقيقة ويجعلون تلك الشيلات خارج الصالة

وجهة نظر

من حق العريس واهله ومن حضر ان يعبروا عن فرحتهم وسعادتهم بتلك الليله السعيده بإذن الله ولكن اكثر ما يزعج الحضور الضررالناتج من شده صوت الشيلات والايقاعات لدرجه لا تستطيع ان تسمع من هو بجانبك مما يظطر البعض مغادره المكان حفاظا على سمعه لان الخلايا السمعية لا تتجدد ان اتلفت فالحلول موجوده ان كانت الصاله مغلقه لا يوجد بها فناء خارجي قلل عدد السماعات وهدي في الصوت وان كان هناك فناء خارجي حول عليه يا سيدى لم نحضر لمناسبتك بحثا عن الهدوء ولا من اجل راحت الاذنين ولكن تقديرا ومحبة وسعادة بفرحتكم فالله الله ( لا تفقع سموع ضيوفك) بشيلات وايقاعات تمدح فيها نفسك والناس عارفه البير وغطاها وفي الختام نقول لكل عريس ( يجي لك ولد مثل زيد الهلالي )

متابع

جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل لفتة صحيحة و قد يمتد هذا الداء حتى عند النساء و يتعدى حدود المباحات من المعازف لتضل ساعات طوال تاركة واجباتها الاسرية دون جني ايي فائدة فنسال الله العلي العظيم ان يردنا اليه ردا جميلا

غير معروف

لافض فوك

متابع

[ يصر بعضهم على إزعاج ضيوفه الذين دعاهم ولبوا دعوته ]
فعلا مماجعل البعض يستثقل اجابة الدعوة
لافض فوك ..

غير معروف

جزاك الله خيراً استاذ احمد

عطيه أبوباسم

جزاك الله خير استاذ احمد احسب انها رسالة صادقة من رجل واقعي وتعبر عن واقع مؤسف .سلمت بنانك.
انت اوصلت رسالة هادفة ومفيدة وعبرت عنما يدور في خاطر الكثر من الناس و لم تبالغ فكل ماذكرته .
ان شاءالله انها تجد آذان واعية وعقول مدرك.
بارك الله فيكم ونفع بكم وفي علمكم.

غير معروف

حروفك ناطقة بما نعاني .. ومصورة لحالنا مع المناسبات
بأسلوب رائع … نعم
( يصر بعضهم على إزعاج ضيوفه الذين دعاهم ولبوا دعوته ، دفعهم الواجب الشرعي لإجابة الدعوة )،

(، ثم يجدون أنفسهم في ضجيج شيلات بأصوات مكبرات صاخبة يكاد يتساقط بعض السقف من شدة ترددات الصوت !)
(فيجدون أنفسهم مضطرين للمغادرة !)

لفتة جميلة ياابا رائد . لاعدمناك

عبدالرحيم

تنبيه مهم لمن يحب إكرام ضيوفه ونحن نؤمن بأن من دعى يود إكرام ضيفه لكن غاب عنه ما ذكرت وهذا تذكير مفيد أظنه ينفع

قارئ

مقال رائع وثري نفع الله به الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *