✒️ إن أيام التشريق من الأيام الفاضلة والمواسم العظيمة المباركة التي أمر الله تعالى عباده بذكره فيها قال – عز وجل -: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أيام مَّعْدُودَاتٍ َ} .
قال الإمام القرطبي – رحمه الله -: «لا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذه الآية هي أيام منى ؛ وهي أيام التشريق».
وسميت بذلك لأن الناس يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي ، وثبت في صحيح مسلم من حديث نبيشة الهذلي – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله).
وهذه الأيام هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ، وأفضل أيام التشريق أولها وهو يوم القرّ لأن الناس يقرّون فيه بمنى وذلك لما ثبت من حديث عبد الله ابن قرط – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القرّ) .
وإن الذكر المأمور به في أيام التشريق عدة أنواع:
▪️ذكر الله – عز وجل – بالتكبير في أدبار الصلوات المكتوبة وهو التكبير المقيد ويبدأ غير الحاج من فجر يوم عرفة ، وللحاج من ظهر يوم النحر ، ويستمر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق .
وقال البخاري – رحمه الله -: “وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان ابن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد”.
الله أكبر هل أحيا لأسمعها
إن كان ذلك يا فوزي ويا طربي
▪️الذكر بالتسمية والتكبير عند الشروع في ذبح الهدي والأضحية لما ثبت من حديث انس – رضي الله عنه – قال : (ضحى النبي – صلى الله عليه وسلم – بكبشين أملحين فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما يسمي ويكبر فذبحهما بيده) .
▪️الذكر بالتكبير عند رمي الجمار لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد «كان يكبر مع كل حصاة» .
▪️الذكر المطلق لقوله تعالى : (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فاذكروا اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ).
قال عكرمة – رحمه الله – كان يستحب أن يقال في أيام التشريق (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .
ويحرم صيام أيام التشريق لأنها من أيام العيد لما ثبت من حديث عقبة بن عامر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسم قال : (يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) .
ويشرع في هذه الأيام الفاضلة ما يشرع في الآيات من إظهار الفرح وإدخال السرور والبهجة على الأبناء والأقارب وإعداد الولائم والمناسبات لصلة الأرحام ، والإهداء للأقارب والجيران والتصدق على الفقراء من لحوم الأضاحي لقوله تعالى : (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
ولما ثبت من حديث سلمة ابن الأكوع – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (كلوا وأطعموا وادخروا).
بلغنا الله وإياكم هذه الأيام الفاضلة وتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل.
@khalidmalansary–
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية
مقالات سابقة للكاتب