فُقدان الزوج

تُرَى مَاذا فعلَ معها زَوجها حتى تقول هذا عنه بعد موته ؟

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

تجربة فُقدان وَموت الزوج ليست سهلة أبداً على الزوجة ؛ فهو يمزِّق القلب ، وَيصْدَع الفؤاد ، ويجعل المرأة تحس وكأنَّها أصبحت كالبيت الخَرِب الذي لا سقف له وتشعر أنها فقدت الأمان والسَّكينة ، وبرحيل الزوج تشعر المرأة بالوحدة والاكتئاب
حتى إنَّ الكثيرات لا يستطعنَ الحياة بعد وفاة الزوج ، وسريعاً ما يلحقون بهم

لكن على عكس هذا الكلام ؛ فنحن أمام حالات مؤسفة ، ومؤلمة موجودة في واقع المجتمع الذي نعيشه ؛ لعلَّ بعضها يسبب صدمة وحيرة من تصرف هذه الزوجة لما فيه يأس وألم؛ لذا سنستعرض فيما يلي أموراً قد تقولها المرأة عن زوجها بعد وفاته أمام أولاده ، أو أهلها ، أو جيرانه ، وغيرهم وعلى النحو الآتي :

تقول – بعد أن مات عنها زوجها – : ” الله يرحمه … لكنَّه كان يضربني لأقل سببٍ أمام أولادي “.

وأخرى لما سُئلت لماذا ما زلت تكرهين زوجك وقد مات عنك ؟

فترد بسرعة : ” كان بخيلاً شحيحاً لا يُنفق على بيته “.

وأخرى تقول بعد فترة من موت زوجها والألم يعتصرها : “لم أرى عنده لحظة سعادة في حياتي كنت أخاف منه وأرتعد من صرخاته التي تعلو في جنبات البيت بالتهديد والوعيد لأتفه الأسباب الآن بعد موته أصبحت أشعر بالأمان “.

ولما قيل لأخرى باستغراب : لماذا لا تبكين أو تحزنين على زوجك الذي مات ؟

قالت : ” كان يمنعني من زيارة أهلي ، ويشتمني أمام أهله ، ويهينني باستمرار أمامهم ، وَيَسُب أهلي وأبي وأمي أمام أولادي “.

وتجد أخرى غير ملتزمة ببعض أحكام العدَّة بعد موت زوجها تقول : ” أنها لن تقبل به أبداً زوجاً لها في الجنَّة ” ، وربما أظهرت بعض الزوجات الفرح والسرور بموت الزوج .
أيها الأزواج :
لقد علَّمنا ديننا الحنيف أنَّ للزوجة الكثير من الحقوق على زوجها؛ فقال سبحانه : وتعالى ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ) ، وقال النبي صلَّى الله عليه وسلم :” اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا. ” وعلى الزوج أن يُحسن لها في المعاملة الطيبة ، وأن يرحمها ، وينفق عليها ، ويعطيها المال ، ويتودد إليها ، ولا يشتمها أو يضربها أبدا ، ويصبر عليها ، ويوجه لها الشكر والعرفان والتقدير باستمرار أمام الأبناء ، وأمام أهله ، ولا يسمح لأحد بالتطاول عليها ؛ فإن مت قبلها ظلَّت تترحم عليك ، وتدعو لك ، وتذكرك في الخير ؛ فلا أصعب من إهانة النفس البشرية وخاصة المرأة
نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة .

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *