أحاول أن أفكر في عمل يكون أفضل من العمل مع الأسرة .. فلم أجد !!
الأسرة من خلالها تنشئ أجيالا يحققون كل شيء.
* المخرجات الفاعلة في المجتمع هي من نتاج الأسرة.
* الصلاح الذي نجده في ابنائنا وبناتنا هو من نتاج الأسرة.
* التفوق الذي نشاهده في حياتنا هو من نتاج الأسرة.
* الطموح الذي نجده في أولادنا هو من نتاج الاسرة.
* العفاف الذي نجده في بناتنا هو من نتاج الاسرة.
* الشغف في العمل هو من نتاج الأسرة.
* الأسرة تلعب أدوارا في كل شيء وعلى كل صعيد !!
وفي المقابل كل تفريط من الأسرة في التربية والتنشأة سينعكس على كل ما ذكر في الحاضر والمستقبل !! نعم تختلف نسب التأثير لها .. لكنها لها في كل مسار في حياتنا أثر.
وبالتالي فإن العمل على تنمية وعيها واستقرارها يجب أن يكون أولوية في كل قراراتنا على كل المستويات.
كما يجب ان تكون محل اهتمامات كل رجالا ونساء وشباب الاسرة ، وعليه يجب ان لا يكون هناك ما يؤثر على لحمتها واستقرارها وأمنها.
نؤمن كاجتماعيين بأن متغيرات كثيرة تلعب ادوارا متنوعة في تشكيل عقليات أولادنا .. لكن ذلك كله ينضبط حينما تكون الأسرة فاعلة في الاهتمام بمستقبل أجيالها.
وعلى كل حال فإن مختلف القنوات التي تؤثر في واقع الناس وتوجهاتهم وسلوكياتهم يجب ان تكون معينة على تعزيز دور الاسرة في التنشأة والتربية.
فمن المتوقع ان يحدث فصام وخصام حينما يكون للإعلام رسالة تناقض قيم الاسرة ومقوماتها .. ومن المتوقع أن يضعف دور الاسرة حينما يكون التعليم تقليديا دون ارتقاء لتحديات العصر ومتطلبات الفهم والوعي لكل ما يخل بقيم الشريعة ووحدة الوطن وتنميته !!
وهكذا كل مجال يكون له تأثير مباشر على اداء الاسرة لأدوارها.
ومالم تكن منظوماتنا التعليمية والإعلامية والتنموية يعضد بعضها بعضها لتسير العملية التربوية معززة من كل جانب فإن معاناة الوالدين بل ومؤسسات المجتمع ستستمر وربما تتزايد.
وتزيد بذلك أحمال ومسؤوليات الأمن نظرا لزيادة السلوكيات التي تخرج عن المنظومة التربوية المعتدلة.
ومن الحلول المهمة لتعزيز الواقع الاسري وتعميق القيم وترسيخ واقع الاتزان والاعتدال أن نحرص جميعا على إيجاد نماذج للاعمال الاسرية الجماعية بحيث نقوم على إنشاء (مجالس لكل اسرة) ولجان داخلها يعنى المجلس الذي يمثل كل أطياف الاسرة بسن الانظمة واللقاءات والدعم العام.
وتقوم اللجان المتفرعة منها ما يعنى بالثقافة ومنها ما يعنى باللقاءات والرحلات ومنها ما يعنى بالاصلاح بين المتخصمين ومنها ما يعنى بالعناية بالمحتاحين ومنها ما يعنى بالمواهب والمتفوقين ومنها ما يعنى بنساء الاسرة ومنها ما يعنى بشباب الاسرة ومنها ما يعنى بالإعلام الاسري. ( يكون ذلك بإقامة دورات ومسابقات واحتفاءات وقراءات وصندوق أسري ومختلف المناشط الإيجابية).
وهكذا تكون لكل أسرة منظومتها الفاعلة من داخلها تعزز مفاهيم صلة الرحم وتعنى بما يخدم رجال ونساء الاسرة وشبابها ، ويوضع لكل لجنة مهام ووظائف ويرشح لها من هو أهل لها في كل أسرة.
بهكذا عمل يمكن أن يكون للأسرة في مجتمعنا دورا كبيرا في تأمين قيم الأسرة وتعزيز الأمان الاجتماعي الذي ينعكس على أمن الوطن وتنميته.
أ.د خالد بن عبدالعزيز الشريدة
مقالات سابقة للكاتب