أين البديل يا وزارة العمل ؟!

تعقيباً على ما نُشر في صحيفة غران في عدد سابق لها قبل أسابيع قلائل تحت عُنوان “الأمن و العمل تلاحقان المتاجرين بالعمالة المنزلية ” ..
 
جميل جداً أن يتكاتف الأمن في بلدي مع وزارة العمل ، و الأجمل من ذلك هو الهدف المنشود ، “ملاحقة الفئات المتاجرة بالعمالة المتخلفة أو العمالة الهاربة – إن صح التعبير – ” ، و لكن ليس هذا بالشيء الكافي ، فنحن مواطنون و لنا متطلباتنا أيضاً و لنا حقوق يجب أن تطرح على طاولة الجدل أيضاً  ..

حقاً ( لا للعمالة الهاربة و نعم للعمالة الصحيحة بتخطيط عادل ) ..
 
بالتأكيد أثار فضولي هذا الخبر بشكل شخصي و لفت انتباهي أيضاً بشكل اجتماعي ، فأخذت أقرأ بشغف لعلني أجد ما أرنو إليه .. أخذت أقرأ و ما أن انتهيت حتى أردفت القرآءة من جديد ..


ليتني أجد ما يجوب في خاطري أو ما أتوق لقراءته ، فمن باب الاستطلاع زرت موقع الاستقدام على شبكة الإنترنت لكي أتعرف أكثر و أكثر ..

فوجدت مالم يكن لي بالحسبان .. تبويبات لحقوق العمالة المنزلية .. و أخرى لشروط الاستقدام … إلخ ، و كلها تصب في مصلحة العاملة المنزلية على وجه الخصوص و العمالة بشكل عام ..

كل ذلك مما يعزز حقوق العاملة المنزلية ، فتأتي و قد شغفها العمل في بلادي كخادمة حباً ، و أطرب مسامعها ما يتداوله أبناء جلدتها من حصولها على تأمين طبي و حق إجازة و نهاية خدمة …. إلخ ، فكل هذا لا ضرر منه ، و لكن أين حقوق الطرف الآخر من المعادلة (الكفيل)؟!! 
 
أين حقوقه على مكفوله ؟! .. أين بقية الكيكة يا وزارة العمل ؟! ..
أوليس جديراً بكم توفير البديل تحت أُسس مدروسة و خطط ميسرة و متاحة ؟! ..

فكأنما تمنعون الماء و الغذاء و الهواء بحجة أنه ملوث !!

إذن أين البديل  الصحي و النظيف ؟؟ .. أم تتركونا نتضور جوعاً !!!
 
أتساءل عن ماهية آليتكم في تطوير البديل ؟! ..

“هناك مشكلة فعلاً ” .. لا يوجد عمالة منزلية نظامية متاحة ، و هذا لُب مادفعني لكتابة هذا المقال ، هو أن اُشدد على كلمة “أين البديل يا وزارة العمل” ؟!.
 
هل قمتم بتوفير عمالة بديلة فعلياً قبل أن تحاربوا العمالة الغير نظامية ؟ .. و بشروط و جزاءات صارمة ؟؟ ..
هل تم سد ثغرات هروب الخادمات ؟.. ستهرب حتماً فمن أمن العقوبة أساء الأدب !
 
نحن كمواطنات في حاجة ماسة لوجود تلك العمالة ، و لكننا نلتمس العدل بيننا و بينهم في الحقوق و الجزاءات ! ..

أين العقوبات على الخادمة الهاربة ؟ .. أين الشروط الجزائية في حالة الهروب أو التقصير في العمل أو الامتناع عن العمل ؟



لماذا تشدد العقوبات علينا .. بينما تهرب الخادمة و تعمل بضعف راتبها بشكل غير نظامي ، و لا مسؤولية عليها سوى أنها ربما تتعرض للترحيل بتذكرة مدفوعة الثمن ؟!

فلو كانت هنالك إجراءات أو شروط جزائية قبل توقيع العقد معها في بلدها ، لما تساهلت و آثرت الهروب و العمل في السوق السوداء على حساب كفيلها !.


من بين هذه السطور أطالب الجهات المختصة بفرض شروط جزائية صارمة على الخادمة ، تمنعها من الهرب و تكسر مجدافها قبل أن تهرب و من ثم تتحول لعمالة هاربة .. على سبيل المثال لا الحصر (رهن مزرعتها أو منزلها أو متجرها في بلدها و في حالة هروبها يتم مصادرته) ، عندها لن تجد أي خادمة متسعاً للهروب ! …



وقفة :

“الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل”
 
 
ليلى عبد المحسن الشيخ

رئيسة اللجنة النسائية بمركز أحياء أم الجرم
 
مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “أين البديل يا وزارة العمل ؟!

نور

مقال رائع ، فعلا مهتمين بحقوق العاملين واحنا مالنا اي حقوق
حتى العقوبه تكون انهم يرجعونهم لاهلهم والكفيل يدفع مبلغ وقدرة عشان يجيبهم وما ياخذ اقل تعويض
تسلم يدك ??

غير معروف

مقال رائع ، فعلا مهتمين بحقوق العاملين واحنا مالنا اي حقوق

أم تركي الجهني

مقال رائع جدآ نعم نحن بحاجة إلى هذا الكلام التمنى يوصل المسؤولين
نشكرك على طرح المقال الرائع تسلم أناملك ?

مريم الحربي

شكرًا لكي استاذة ليلى على طرحك لهذا الموضوع الأكثر من هام
فكم يعاني منه ربات المنازل وكم علت الأصوات ونادت واستجدت الحلول لكن لا حياة أمن تنادي
حتى استفحل الامر وراج سوق الخادمات الهاربات ومكتب العمل لم يحرك ساكنا
لقد كتبت الاستاذة ليلى فأوفت ووصف فأصابت. وشخصت الحالة تماما وكفتنا مؤنة البحث
لقد اوصلت صوتنا الى اصحاب القرار ومن بيدهم الحل والعقد. فهل سياتي الفرج. ندعو الله ان يكون كذلك
أكرر شكر لمكلة الحرف وصوت كل امرة
شكرًا لكي بحجم المعاناة
لقد انتظرناك كثيرا فلا تغيبي بعد الان

سماح

مقال رائع
يحكي قضية اجتماعية تعاني منها معظم الأسر
وقد تعودنا من كاتبتنا الطرق لمثل هذه المواضيع التي تهم المجتمع وتحاول في إيجاد الحلول
وهكذا هي الأقلام الإيجابية التي تكتب عن معاناة ومشاكل المجتمع واستاذة ليلى عرف عنها التطرق لمثل هذه المواضيع التي تلامس حاجة الناس
لا فضك فاك ولا جف قلمك فأنت بحق يجب أن لا تغيبي عن الساحة والكتابة.

عبير بركات

فعلاً كلام اختنا الكاتبة عين العقل
الرجاء زيارة هذا الرابط. https://www.musaned.gov.sa/rightsregulations
وقراءة واجبات وحقوق العاملة المنزليه. وواحبات وحقوق الكفيل
فعلاً سنلاحظ ان الحبل متروك على الغارب للعاملة وليس هنالك ثمة شرط جزائي يردعها عن الهرب والعمل في السوق السوداء وكأن ذلك شي غير موجودوبكثرة ايضا
الموضوع يا اخوان ويا اخوات ان السالفة زادت
يعني عمالة مافيه وان وجد فهي بطلوع الروح وبس تجي تجلس شهر كان كثرت ثم تهرب وتعمل بالخفاء تعمل بضغةعف ضعف راتبها
ولا عقوبات عليها
بالعرلي عاملة منزليه يعني ثقافتها على قدها
يعني المفروض يكون فيه شرط يردعها ويخليها تفكر الف مرك قبل تخطط للهرب فيه ناس ممكن يقولون طيب يمكن مو مرتاحة
اوكي مو مرتاحة في شي اسمو مكتب استقدام ووو بعدين مين اليوم الي يضايق خادمة او يحدها هلى الهرب وحتى وان وجد فهو قليل
خلاص روحي المكتب وقولي غيرو البيت اما تجي وتخطط للهرب ونروح فيها احنا ونخسر
موضوع مميز من كاتبة مميزة عودتنا دائناً على نكة خاصة في الكتابة والمواضيع واسفين على الاطاله

ام الوليد

مقال في الصميم استاذة ليلى
لو اخذ بعين اﻻعتبار لتحقق العدل في هذا الجانب
حيث ان اﻻهتمام بحقوق العماله واهمال حقوق المواطن او الكفيل فيه غبن وظلم ن
نرجوا جميعنا من وزارة العمل تحقيق العدل والمساواة بين حقوق الطرفين

ام رهف الحربي

كلام في الصميم استاذة ليلى لافض فوك

أجمل ك ،،،،

شكرا للأستاذة / ليلى ،،،،، شيء جميل بأنك أثرت هذا الموضوع لما فيه من لبس ومعاناة المجتمع وعلى هذه الجرءة
وفقك الله لما فيه خير لهذه البلاد ،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *