في الآواني الأخيرة لاحظت لهث الكثير من الناس إلى الشهرة و البحث عن الوسائل السريعة التي تساعدهم في الوصول إليها حتى لو كانت هذه الوسائل أو الطرق تمس الدين أو الأخلاق أو الكرامة الإنسانية ، الأمر بالنسبة للكثير منهم لا يحدث فرقا لديه حتى لو كان سيكون بصمة انحطاط و رُخص للأخرين .
وحجتهم التي كثيرا ما يتشدق بها البعض منهم أنهم لم يجبروا أحد على مشاهدتهم ومتابعتهم .
صحيح كلامهم ؛ لكن بالمقابل عليهم أن يكون ذو أمانة و ذمة فيما ينقلوه للآخرين أو يعرضوه من محتوى فهذا من مسؤولتهم ومحاسبون عليه لأن تحديد نوع الشهرة التي يريدوا أن يكونوا مشاهير بسببها من اختيارهم .
الشهرة حقيقة هي فتنة عظيمة للانسان لكن الكثير من هؤلاء المشاهير لا يعي خطورة ما يفعله فليس بالأمر الهين أن تكون قدوة .
وقدوة في ماذا ؟
في السخف ، التفاهة ، الحماقه ، الانحطاط ، الرُخص ، الانحراف الديني و الانحلال الفكري .
المحزن أن أغلب من يشاهد هؤلاء المشاهير بحرص ونهم ويتفقدون أحوالهم كأنهم من أفراد العائلة هم من المراهقين ، المراهقات ، النساء ، وحتى كبار السن انجرفوا معهم .
المصيبة ليس في المشاهده المصيبة أن كثير من هؤلاء الفئات بدأت بالعزوف عن حياتها ، بالتسخط ، وعدم الرضا ، والقناعه ، وبالتقليد العمى ، وارهاق النفس والغير بما لا تستطيعه .
بعض البيوت هدمت من وراء هذا الأمر ، السبب أن هذه الفئات لا تمتلك وعيا و نضجا و فلتر لما تشاهده لذا طبيعي عندما يُعطل العقل تُعمى البصيرة .
وحتى اكون منصفة هناك بعضا من المشاهير لهم بصمة في عالم الشهرة تمتاز بالفائدة ، الأسلوب الجميل في نقل العلم ، والثقافه للاخرين فهو لا يزال محافظا على هدفه ، قيمته و مبدأه حين اتخذه الأخرون مشهورا فهو يفهم حقيقة الشهرة ومدى خطورتها لو انحرف عن هدفه فيها وانساق إلى الوجه الأخر منها .
فالأمر الخفي الذي لا يلتفت له الأغلب أن الشهرة ضررها أكثر من نفعها .
وأصدق الشهرة من كان مشهورا عند الله بإخلاصه و تقواه ، كما كان حال الصحابة رضوان الله عنهم ، والتابعين و العلماء ..
مها الجهني
مقالات سابقة للكاتب