مشاهير الدنيا

في الآواني الأخيرة لاحظت لهث الكثير من الناس إلى الشهرة و البحث عن الوسائل السريعة التي تساعدهم في الوصول إليها حتى لو كانت هذه الوسائل أو الطرق تمس الدين أو الأخلاق أو الكرامة الإنسانية ، الأمر بالنسبة للكثير منهم لا يحدث فرقا لديه حتى لو كان سيكون بصمة انحطاط و رُخص للأخرين .

وحجتهم التي كثيرا ما يتشدق بها البعض منهم أنهم لم يجبروا أحد على مشاهدتهم ومتابعتهم .

صحيح كلامهم ؛ لكن بالمقابل عليهم أن يكون ذو أمانة و ذمة فيما ينقلوه للآخرين أو يعرضوه من محتوى فهذا من مسؤولتهم ومحاسبون عليه لأن تحديد نوع الشهرة التي يريدوا أن يكونوا مشاهير بسببها من اختيارهم .

الشهرة حقيقة هي فتنة عظيمة للانسان لكن الكثير من هؤلاء المشاهير لا يعي خطورة ما يفعله فليس بالأمر الهين أن تكون قدوة .
وقدوة في ماذا ؟
في السخف ، التفاهة ، الحماقه ، الانحطاط ، الرُخص ، الانحراف الديني و الانحلال الفكري .

المحزن أن أغلب من يشاهد هؤلاء المشاهير بحرص ونهم ويتفقدون أحوالهم كأنهم من أفراد العائلة هم من المراهقين ، المراهقات ، النساء ، وحتى كبار السن انجرفوا معهم .

المصيبة ليس في المشاهده المصيبة أن كثير من هؤلاء الفئات بدأت بالعزوف عن حياتها ، بالتسخط ، وعدم الرضا ، والقناعه ، وبالتقليد العمى ، وارهاق النفس والغير بما لا تستطيعه .

بعض البيوت هدمت من وراء هذا الأمر ، السبب أن هذه الفئات لا تمتلك وعيا و نضجا و فلتر لما تشاهده لذا طبيعي عندما يُعطل العقل تُعمى البصيرة .

وحتى اكون منصفة هناك بعضا من المشاهير لهم بصمة في عالم الشهرة تمتاز بالفائدة ، الأسلوب الجميل في نقل العلم ، والثقافه للاخرين فهو لا يزال محافظا على هدفه ، قيمته و مبدأه حين اتخذه الأخرون مشهورا فهو يفهم حقيقة الشهرة ومدى خطورتها لو انحرف عن هدفه فيها وانساق إلى الوجه الأخر منها .

فالأمر الخفي الذي لا يلتفت له الأغلب أن الشهرة ضررها أكثر من نفعها .

وأصدق الشهرة من كان مشهورا عند الله بإخلاصه و تقواه ، كما كان حال الصحابة رضوان الله عنهم ، والتابعين و العلماء ..

مها الجهني

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “مشاهير الدنيا

غير معروف

نعم اتفق معك ولكن بصراحه تشدني القصص الهادفه للخير التي يرويها المشاهير وما يقوله البعض عن سيرته الذاتيه
المضئيه وكذلك الفديوهات التي تروي عن التراث العربي المجيد.

غير معروف

السلام عليكم ورحمة الله
صدقت أختي مها وبررت وأجدت وأفدت سددك الله في القول والعمل وكنت أتمنى أن يطرح هذا الموضوع وأن يركز عليه ويعمل له مساحة وبرامج مستفيضة في وسائل الأعلام لتوعية الشباب بخطورة مايطرحه بعض هؤلاء من سلبيات تخدش الحياء والعفة وتخالف الدين والقيم ومثل هؤلاء يجب التحذير منهم والأخذ على أيديهم.وتوجيههم فبما يفيد ويصلح ولايفسد
. اللهم أحفظ المسلمين وشبابهم من سفاسف الأمور ومن مضلات الأهواء والفتن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *