أمام التُرّهات وكثرة التفاهات والإستهلاك العظيم للوقت في اللعب واللغو وأمام دوامة الروتين الممل والثبات وعدم التغيير أجد نفسي مازالت صامدة أمام كل تلك الصراعات والإرهاصات ، تقاتل روحي بقوة وشراسة وترفض الإستسلام والإنهزام مهما كان الثمن.
ومهما كان الطريق الصحيح محفوفاً بالصعاب والمخاطر والتحديات إلا إنه هو الطريق الأعظم نحو النور والسعادة الدنيوية والأبدية.
مهما قلّ سالكي هذا الطريق فإن معية الله تبدِّد في روحي الوحشة والغربة.
في كثيرٌ من الأوقات أجد نفسي وحيداً وأتساءل هل هذه الوحدة طبيعية أم أنها مصطنعة وشاذّة، ولكنني في كل مرة يطفو على السطح ذلك السؤال المتكرر، يظهر لي الجواب جلياً “استمر أيها البطل الشجاع فأنت على حق وطريقك هو طريق الصواب”.
إن زهرة واحدة قد تكون هي حديقتي الغنّاء ، وصديق وفي مخلص صادق محب قد يكون هو عالمي كله.
وفي زحمة خيارات الكتب المقرّرة للقراءة تنجذب روحي وبقوة للكتاب المقدّس “القرآن الكريم” ففيه السلوة والحلاوة والأنس والبركة والخير العظيم ، فانكب عليه كالظمآن الذي لا يرتوي أبداً.
لا أريد التكرار السلبي لأيامي في الحياة ، بل أسعى لأن يكون يومي هذا أفضل من أمسي والغد أفضل من يومي هذا. تتوق روحي دائماً للتمدد والنمو وتكره الإختناق والتقزُّم.
وفي اللحظة التي أجد نفسي فيها عاجزاً عن الحراك والتقدم للأمام أرفع يداي مبتهلاً للسماء أسأل الله المدد والعون منه وأسكب بعض العبرات الصادقة الدافئة على سجادتي الطاهرة في وقت مظلم لا تراني فيه أعين البشر.
هكذا هي حياتي تتراوح بين المد والجزر ولكني مازلت متشبثاً بحبل الأمل المتين ، ومتشبثاً بإيماني وثقتي بالله العظيمة فهما طوقا النجاة اللذان يجعلان سفينتي لا تغرق في أمواج بحر الحياة المتلاطم والمضطرب السريع التغيُّر.
نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب