لقد أنعم الله على الإنسان بنعم كثیرة، منھا معرفة الإنسان تقدیر ذاتھ، إذ إن معرفتھ بذاتھ، یجعلھ یقومھا تقویماً عالیاً، وجھلھ بھا یجعلھ یقومھا تقویماً خاطئاً، فإما أن یكلفھا فوق طاقتھا، وإما أن یحتقرھا، ویقلل من شأنھا فیھلك.
وثقافة تقدیر الذات تعني: مجموعة من المعتقدات، والقیم، والأفكار، والمشاعر، التي یملكھا الإنسان حول نفسھ، وتتضمن قبولھ لذاتھ، أو عدم قبولھا.
فالإنسان المقدِّر لذاتھ، والواثق بھا، یتمیز بالعدید من الصفات التي تظھر من خلال تفاعلھ مع المجتمع، وذلك: بسرعة الاندماج مع الأفراد الآخرین، وأیضاً القدرة على التحدي، والسیطرة على النفس، وقبول النقد، والاعتراف بالخطأ، وتصحیحھ.
وتعود ثقافة تقدیر الذات، أو إھمالھا، لعدة أسباب، منھا: ما یتعلق بالفرد نفسھ، مثل: ھیئة الجسم، طریقة التفكیر، المشاعر، أسلوب التعامل…، ومنھا ما یتعلق بالبیئة المحیطة بالفرد، مثل: الأسرة، المدرسة، الشارع، جماعة الرفاق، وغیرھا.
كما أن ثقافة تقدیر الذات لدى الفرد، تحتاج إلى وسائل كثیرة، تتمثل في الإرادة، والعزم على التخلص من الأفكار والمشاعر السلبیة، لقولھ تعالى: (إِنَّ اللهََّ لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِھِمْ)، وأیضاً الرضا عن الذات، وتشجیعھا، والحزم في تحدید الأھداف، وتنفیذھا، كذلك زیادة مستوى تقدیر الذات بالوعي، والتثقیف، وغیر ذلك من الوسائل؛ فثقافة تقدیر الذات، تزرع الثقة بالنفس، وتطرد الملل، وتشعر بالارتیاح .
د. سارة بنت إبراھیم الشھیل
عضو ھیئة تدریس بجامعة الملك سعود
أكادیمیة وكاتبة
مقالات سابقة للكاتب